فى الوقت الذى طالبت الحكومة الفرنسية متظاهرى السترات الصفراء بإخلاء الميادين، دعا اتحاد نقابات الشرطة الفرنسية إلى اضرابات اليوم وغدا احتجاجا على خفض الأجور. وتتزامن هذه الإضرابات مع مناقشة البرلمان الفرنسى لميزانية أجهزة الأمن وإنفاذ القانون.وقال الاتحاد إن الإضراب سيبدأ اليوم الأربعاء بتباطؤ فى العمل، قبل الإضراب الشامل غدا الخميس.وفيما ألغى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون زيارته المقررة إلى جنوب البلاد للاجتماع بأفراد حكومته وبدء نقاش اجتماعى كبير، دعت الحكومة الفرنسية متظاهري «السترات الصفراء» إلى الانسحاب وإخلاء الميادين والشوارع لوضع حد للأزمة الممتدة منذ أكثر من شهر.وقال وزير الداخلية كريستوف كاستنير، قبيل البدء فى إزالة خيام المتظاهرين بالقوة: «كفي»، مشيرا إلى أن الحكومة بدأت عملها الأسبوع الماضى فى إخلاء بعض الميادين ، وستواصل ذلك، مضيفا«لا يمكن الاستمرار فى التسبب بشلل الاقتصاد الفرنسي، والتجارة فى قُرانا ومدننا».ومن ناحيته، كشف المجلس الوطنى لمراكز التسوق أن أزمة «السترات الصفراء» كلفت القطاع التجارى نحو مليارى يورو. كما صرح رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران، المقرب من ماكرون، بأن إرسال شرطيين «إلى المناطق الريفية» بهدف «تحرير المساحات العامة» ليس مستبعدا.ومن جهته، قال المتحدث باسم «السترات الصفراء» فى منطقة سون-إيه-لوار إنه «إذا كانت الحكومة تقوم بذلك، فهذا يعنى فعلا أنها لم تفهم شيئا». وعلى صعيد متصل،كشف مصدر مطلع بقصر الإليزيه أن ماكرون ألغى الزيارة المقررة لمدينة بياريتز، حيث كان من المتوقع أن يجرى مباحثات بشأن قمة مجموعة السبع التى تستضيفها فرنسا فى هذه المدينة العام المقبل، لبدء النقاش الوطنى الكبير الذى أعلن فى إطار الإجراءات التى تهدف إلى تهدئة الأزمة. ومن المقرر أن ترسل الحكومة مشروع قانون بالتدابير التى أعلنها الرئيس ماكرون مؤخرا إلى مجلس الوزراء، تمهيدا لإحالته إلى الجمعية الوطنية بعد غد الجمعة. ودعا رئيس الجمعية الوطنية فيران البرلمانيين إلى تحمل «مسئولياتهم»، والمصادقة على الإجراءات بعد غد على الأكثر بحيث تدخل حيز التنفيذ فى أول يناير 2019. وعلى الصعيد الأوروبي، أعلن بيير موسكوفيتشى مفوض الشئون النقدية والاقتصادية فى الاتحاد الأوروبى أن فرنسا ستكون الدولة الوحيدة فى منطقة اليورو التى يزيد فيها معدل عجز الموازنة العامة على حاجز ال 3% من إجمالى الناتج المحلى خلال العام المقبل.