وسط أزمات وإضرابات واعتصامات تموج بها الساحة العمالية وزيادة في معدلات البطالة وتراجع في الانتاجية واستمرار الجدل حول الانتخابات العمالية المؤجلة منذ نحو عام كان هذا الحوار للأهرام مع خالد الازهري وزير القوي العاملة .. في البداية كيف يمكن أن نرصد الواقع الحالي لعمال مصر بعد الثورة؟ ان الواقع العمالي جزء من الواقع المصري الذي يحتاج من الجميع التكاتف من أجل عبور المرحلة ودوران عجلة الاقتصاد بعد المرحلة الصعبة التي مرت بها مصر في أعقاب الثورة وتوقف العديد من المصانع والشركات عن العمل. أزمات كثيرة تمر بها المواقع العمالية من اضرابات واعتصامات واحتجاجات ما هي الآلية التي يمكن ان تنفذها من أجل وضع حد لتعطيل العمل؟ الواقع العمالي يحتاج إلي آليات غير تقليدية في العمل بعيدا عن المكاتب بالاضافة لضرورة صياغة حوار مجتمعي بين العمال وأصحاب الأعمال والحكومة يدعم آليات حل المشاكل العمالية طارحا فكرة تشكيل لجنة أو مجلس من رجال الأعمال والعمال ورموز عمالية وقانونيين لحل المشاكل والاضرابات العمالية, وأن الاضرابات والاعتصامات هي عرض لاصل مرض, مؤكدا اهمية ان يتم حل المشكلة من جذورها بدلا من تجزئتها وعلينا البعد عن حل المشكلات بالمسكنات, مطالبا بالبدء في تنفيذ هدنة واقعية بدون اضرابات او اعتصامات عمالية حتي نستعيد الاستقرار داخل المواقع العمالية, والاضرابات والاعتصامات من وسائل التعبير المشروع عن المطالب ولكن في الاطار الذي لايؤدي الي تعطيل العمل فكثير من القطاعات بها قوانين مكبلة للعمال ومن حقهم التعبير عن سخطهم وكل اطراف العملية الانتاجية ستتأثر من وقف العمل. وفي رأيك ما هو الحل للحد من هذه الاضرابات والاعتصامات؟ اجراء الانتخابات سيكون الحل الواقعي والحقيقي للحد من الاضرابات والاعتصامات, حيث سيقوم العمال باختيار ممثليهم الحقيقيين للتعبير عنهم وعن مطالبهم داخل مواقع العمل, كما ان ادارة حوار بين كل الأطراف سيكون سبيلا للتواصل لحلول سريعة للازمات العمالية, كما ان المرحلة الحالية تحتاج الي تفعيل واقعي لآليات الحوار بين العمال واصحاب الاعمال من اجل العبور بمصر من هذه المرحلة الصعبة. كيف تري آليات الحوار الحالية بين العمال وأصحاب الأعمال وهل يمكن ان تصل لنتائج ايجابية في مواقع العمل؟ الفترة المقبلة ستشهد تفعيل برنامج الحوار الاجتماعي الذي تموله المنظمة والذي يعد هدفا استراتيجيا خلال الفترة المقبلة من اجل نشر ثقافة الحوار الاجتماعي داخل المنشآت الصناعية ليس فقط داخل الأوساط العمالية وانما بين اصحاب الأعمال لمواجهة الاضرابات والاعتصامات العمالية باعتبار ان الحوار الاجتماعي هو آلية مهمة من آليات فض المنازعات العمالية. هناك العديد من المصانع متوقفة والعمال لايحصلون علي رواتبهم ما هي الآلية التي يمكن تنفيذها لاعادة هذه المصانع للعمل؟ ملف المصانع والشركات المتوقفة من الملفات المهمة التي ستعمل وزارتا الصناعة والاستثمار عليها خلال الفترة المقبلة وهي من المحاور الرئيسية في مشروع النهضة من اجل مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل. كان اطلاق الحريات النقابية وحرية تأسيس النقابات في مارس من العام الماضي, مؤثرا للغاية في الشارع العمالي ما بين مؤيد ومعارض فبعد18 شهرا علي اطلاقها كيف يمكن ان نقيم وضع الحريات النقابية في مصر؟ لدي قناعة بضرورة تأصيل مبدأ استقلالية التنظيم النقابي واستكمال منظومة الحريات النقابية وهناك خيارات لاجراء الانتخابات النقابية العمالية اما باقرار مشروع قانون الحريات النقابية او ادخال تعديلات علي مشروع قانون النقابات العمالية الحالي وان الاتفاقيات الدولية لم تلزم اي دولة بالتعددية وانما بالحرية في تشكيل النقابات, بحيث يكون للعمال الحرية في اختيار ممثليهم وندرس التشاور مع عدد من الخبراء القانونيين للتوصل الي الصيغة المناسبة لاجراء الانتخابات التي تأجلت مرتين ولاتوجد نية لتأجيلها للمرة الثالثة.