* جمال الجارحى زيادة الطاقات الإنتاجية والإجراءات الحمائية انعكست سلبا على صناعة الصلب * جورج متى 12% تراجعا فى واردات أمريكا من الصلب .. و150 مليون طن صادرات متضررة تتجه إلى الشرق الأوسط * أيمن العشرى نظرة المستثمرين والمنتجين للسوق المصرية متفائلة بفضل ارتفاع النمو
لم يكن مؤتمر ميتال بوليتان للصلب فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ،الذى استمرت اعماله على مدى 4 ايام فى مدينة دبى ، بعيدا عن حالة عدم اليقين التى تسيطر على الاسواق العالمية، لاسيما انه اهم المؤتمرات على المستوى الاقتصادى والصناعى الاهم ربما ليس على مستوى المنطقة بل عالميا حيث يستحوذ على اهتمام كبير من الشركات العالمية . رغم ذلك حافظ الحضور المصرى على نفس المستوى من التمثيل على مستوى الشركات وعدد المشاركين ، ،بما يعكس حصة مصر من صناعة الصلب فى المنطقة حيث تعتبر ثانى اكبر منتج لحديد التسليح والصلب فى المنطقة بانتاج يزيد على 17 مليون طن ، كما كان حضور الشركات الاماراتية وكذلك السعودية لافتا. فوائض الطاقات الإنتاجية تفسير الاجواء التى سيطرت على المؤتمر هذا العام جاءت على لسان رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية جمال الجارحى ، حيث طرحت عليه السؤال ، وجاءت الاجابة، ليس مستغربا ان تهيمن على اجواء المؤتمر هذا الوضع فى ظل الرؤية الضبابية التى تسيطر على الاقتصاد العالمى وتحكم الاسواق الدولية ، لاسباب عديدة فى مقدمتها الحرب التجارية التى يقودها الرئيس الامريكى وبداها بفرض رسوم حمائية على واردات الصلب بنسبة 25% من الصين واوروبا ومعظم دول العالم ، الى جانب فرض رسوم حمائية بنسبة 50% على واردات الصلب من تركيا ، ومن هنا من الطبيعى ان تسيطر حالة من عدم اليقين ، ولن اقول التشاؤم لدى منتجى الحديد ، خاصة ان الصينوتركيا من اكبر 4 دول منتجة للصلب . الامر الثانى المهم يضيف الجارحى يتمثل فى التطورات السياسية العالمية وما تشهده من اضطرابات ومشكلات وفى مقدمتها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى او ما يطلق عليه البريكست ، والذى يثير مشاكل على مستوى بريطانيا سادس اكبر اقتصاد عالمى ، الى جانب انعكاساته على الاتحاد الاوروبى ، وتزيد حدة الامور اذا ما اضفنا الى ذلك الاضطرابات التى تشهدها فرنسا ثانى اكبر اقتصاد فى الاتحاد الاوروبى ، وانتقال تلك الاضطرابات الى بلجيكا وهولندا ، ناهيك عن تصاعد الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين بعد قرار سجن ابنة مؤسس شركة هاواوى وقرار المحكمة الصينية بمنع دخول موديلات تليفون الاى فون القديمة ، لاشك ان كل هذه التطورات لها انعكاسات سلبية على نظرة المستثمرين والمنتجين لاسيما فى صناعة الصلب . ويستطرد رئيس غرفة الصناعات المعدنية ، لافتا الى ان احد ابرز التحديات التى تواجه صناعة الصلب حاليا ، انه تم ضخ استثمارات هائلة فى انشاء مصانع والتوسع فى الطاقات الانتاجية على مستوى العالم منذ 2008 وحتى 2014 وهو ما ضاعف من المشكلات التى تواجه تلك الصناعة حاليا فى ظل وجود فوائض ضخمة عن حاجة الطلب العالمى ، وعاظم من المشكلة الحرب التجارية ، وهو ما يدفع بعض المصانع فى الدول الاكبر المنتجة للبحث عن اسواق لتصريف الفائض لديها باى سعر واحيانا بسعر التكلفة حتى يمكن الحفاظ على دورة راس المال .
التجارة الخارجية 29% من الإنتاج العالمى من جانبه يقول جورج متي، رئيس قطاع التسويق بشركة «حديد عز»، إن تزايد الإجراءات الحمائية فى الدول الكبري، تتحمل المسئولية الاكبر ، حيث سيؤدى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة حول العالم، موضحًا أن حجم تجارة الصلب العالمية تقترب من ثلث الإنتاج العالمى وتحديدا نحو 29%، سجل 463 مليون طن فى العام الماضي، ومن هنا تتضح اهمية ما قامت به الدول الكبري، وفى مقدمتها أمريكا، من إجراءات حمائية ضد واردات الصلب، حيث دفع معظم دول العالم الى اتخاذ نفس التدابير لحماية صناعاتها ، كما سيدفع باقى دول العالم إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لحماية صناعتها المحلية. 12% تراجعا فى واردات أمريكا واستطرد ، متى ، فى ورقة العمل التى قدمها خلال المؤتمر لافتا الى أن حجم واردات الولاياتالمتحدة من الصلب يمثل 7.5% من التجارة العالمية 34.6 مليون طن فى العام الماضي، بالإضافة إلى أنها تمثل 6.2% من حجم الاستهلاك العالمى للصلب، فإن التأثير المحتمل على أسواق الصلب الأخرى سيكون أكثر حدة، وكنتيجة لتلك الإجراءات فقد انخفضت وارداتها من الصلب بنسبة 12% خلال ال9 شهور الأولى من العام الحالي، ويتوقع ، انه فى حالة استمرار هذا الامر حتى عام 2019، فإن الدول المصدرة ستبحث عن اسواق بديلة، وسيكون على الأسواق الأخري، خاصة التى لا تضع إجراءات حمائية، سيكون عليها أن تستوعب تحول مسار تجارة الصلب إليها، مؤكدًا أن هذه الإجراءات لها أضرار كبيرة على التجارة العالمية، لافتا الى مقولة مدير منظمة التجارة العالمية «عندما نبدأ السير فى هذا الطريق سيكون من الصعب جدًا العودة مرة أخري». 150 مليون طن تبحث عن أسواق بديلة ورصد ، متى ، اثار قرار الولاياتالمتحدة بفرض رسوم الحماية حيث أعقبها وبشكل فورى اتخاذ إجراءات مماثلة من جانب الاتحاد الأوروبى وتركيا ويتوقع أن تتخذ دول الاتحاد الأوراسى نفس الإجراءات قريبًا.، واسفرت تلك الاجراءات الحمائية على واردات الصلب بان بلغ حجم تجارة الصلب المتضررة من تلك الإجراءات حوالى 150 مليون طن، والتى تمثل 33% من التجارة العالمية، وهو ما ينطوى على خطر بالغ على صناعة الصلب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يسعى المصدرين إلى إيجاد أسواق بديلة بعد إغلاق أسواق الاستيراد الرئيسية أمامهم، مع افتراض أن صادرات الصين من الصلب ستظل عند مستوياتها الحالية والتى تبلغ 75 مليون طن. وما يزيد الامر صعوبة ، ان حجم المعروض من منتجات الصلب ارتفع فعليًا خلال ال9 شهور الأولى من العام الحالى بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق له، حيث تقدر منظمة الصلب العالمية زيادة الإنتاج بنسبة 4.7%،كما انه نتيجة لتحسن الإنتاج العالمى للصلب فقد انخفض حجم الطاقات الإنتاجية الغير مستغلة، ورغم ذلك ظلت معدلات الاستخدام لطاقات انتاج الصلب السائل عالمياً أقل من 80% فى العام الماضى وبشكل أكبر حدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تراوحت معدلاتها ما بين 40% و69%، حيث ينشغل المنتجون بالمنطقة بتحديث مصانعهم ويكافحون فى نفس الوقت للتنافس مع الواردات من فوائض الإنتاج العالمي. وارتفع متوسط أسعار واردات الصلب بأمريكا بما يقرب من 200 دولار للطن هذا العام بعد فرض رسوم الحمائية بنسبة 25% على واردات الصلب فى أبريل الماضي، وعلى النقيض من ذلك، شهدت الأسواق المعتمدة على التصدير مثل الصين وروسيا ارتفاعًا فى الأسعار المحلية بمقدار 75 دولارًا فقط للطن، وساهمت المعدلات الكبيرة للرسوم الحمائية فى رفع المنتجين المحليين لأسعارهم فى ظل غياب المنافسة الفعالة من الواردات ذات الأسعار المنخفضة. اتسعت بين أسعار السوق الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بالنسبة لحديد التسليح، فقد كان الفارق السعرى بين متوسط سعر البيع بأمريكا ومصر حوالى 87 دولار للطن - قبل الضريبة - فى الربع الأول من هذا العام ولكن هذا الفارق ارتفع الى حوالى 176 دولار للطن خلال الربع الثاني، قبل ان يرتفع الفارق مع الولاياتالمتحدة إلى 356 دولارًا للطن، وهو ما يتناقض مع المتوسط السائد فى السابق وهو 180 دولارًا للطن، وفى الوقت نفسه. ويضيف رغم تحسن الطلب على الصلب إلا أنه لم يكن على مستوى التوقعات، ولكنه خرج أخيرًا من حالة الكساد التى دامت خلال ال3 سنوات الماضية، حيث أن التسارع فى متوسط النمو الاقتصادى بالمنطقة، من 1.3% فقط فى عام 2017 إلى 2.7% هذا العام قد ساهم فى تحسن الطلب على منتجات الصلب، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب بنسبة 2.8% هذا العام. نظرة متفائلة بالاقتصاد المصري ومن جانبه اكد ايمن العشرى رئيس مجلس ادارة «حديد العشري» التطور الكبير الذى شهدته صناعة الصلب فى مصر وحجم الاستثمارات الضخمة التى تم ضخها خلال السنوات الماضية بفضل التطورات الايجابية فى الاقتصاد ومشروعات البنية التحتية والمشروعات القومية الجارى تنفيذها وفى مقدمتها مشروعات البناء والتشييد والاسكان ، الى جانب الطرق والانفاق ، لافتا الى انه رغم الصورة الضبابية التى تسيطر على الاسواق الا ان الصورة تبدو على العكس من ذلك بالنسبة للنظرة المستقبلية للمستثمرين والمنتجين ازاء السوق المصرى ، حيث يتوقع استمرار التحسن فى مؤشرات الاقتصاد ، وارتفاع معدل النمو ، و من ثم الطلب على حديد التسليح وصناعة الصلب . وشدد العشرى فى الوقت ذاته على اهمية مساندة الدولة لصناعة الصلب وتقليل الاعباء و التكلفة من اجل زيادة تنافسيتها .