لا يوجد أغلى على الإنسان من صحته، وقد كان المريض فى الماضى يلجأ إلى الوصفات الطبية البسيطة التى قد تساعده على الشفاء وهناك دائما شخص ما يتطوع بوصف العلاج للمريض الذى يعتقد فى المقولة «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، ومع ظهور شبكة الإنترنت وما تحتويه من فيض وغزارة من المعلومات الطبية أصبح المريض يلجأ للمواقع الطبية على الإنترنت للحصول على استشارة طبية، وتشخيص وعلاج لمرضه، وهو ما يؤدى إلى الكثير من المخاطر بحيث أصبح العديد من المرضى يستغنون عن زيارة العيادات، وأصبح بعضهم يصل إلى طبيبه حاملاً تشخيصاً محتملاً لحالته الصحية استنتجه من خلال قراءته صفحات الإنترنت، وهناك «دكتور جوجل» وهو من يهتم ويدمن زيارة ومتابعة المواقع الطبية ليس للمعرفة فقط، ولكن أيضا لوصف العلاجات للمحيطين به، مما يؤدى إلي مضاعفات للحالة المرضية، بل يتعدى دوره إلى ما هو أكثر من ذلك عندما يكون مرافقا مريضا عند زيارته الطبيب حيث يعتقد أن ما استقاه من معلومات طبية قد يعطيه الحق لمجادلة الطبيب فى الحالة المرضية. وعلى جانب آخر فإن زيارة المواقع الطبية ليست للحصول على تصور للتشخيص والعلاج، إذ يمكن أيضا شراء الأدوية والعقاقير ومستحضرات التجميل عبر شبكة الإنترنت، مما يشكل خطرا كبيرا، فقد تحتوى على مكونات تفتقد الفاعلية والتأثير، وهناك دائما الاحتمال الأكبر لأن تكون تلك العقاقير الطبية مزيفة.. إن «الطب الإلكتروني» يمكن أن يكون مصدراً جيداً للمعلومات فقط، ولا يتعدى ذلك إلى أن يكون وسيلة للتشخيص والعلاج. د. عبدالرحمن حمادة