أطباء يحذرون من "دليفري" الخدمات الصحية

أصبحت التكنولوجيا هي المرجع الأول، الذي يلجأ إليه معظم المرضى، من خلال الاستشارات الطبية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يأسسها بعض الأطباء لرد على أسئلة الزائرين، فضلاً عن الزيارة الطبية و التشخيص من قبل الطبيب، الأمر الذي أنهى عنه لدكتور كريس فيودتنر، مسئول الأخلاقيات الطبية بمستشفى فيلادلفيا للأطفال.
وسجل "فيودتنر" بالتعاون مع زملائه مقالا عن الأخلاقيات نشرته دورية "طب الأطفال/بيدياتريكس"، يؤكدون فيه، إن وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا يمكنها أن تؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها المرضى مع الأطباء وشكل الرعاية الذي يتوقعونه.
يلجأ المريض سريعا إلى الإنترنت للحصول على وصفة طبية تتناسب مع طبيعة مرضه، في حالة شعوره بأي تعب، وكأنه طبيب متخصص، يريد الحصول على الإجابة "ديليفري" دون الذهاب إلى طبيب متخصص، وفي الآونة الأخيرة انتشرت العديد من المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي من ضمنها "جروب أنا دكتور صيدلي" ويضم ما يقرب من 3.432 عضو يتسألون حول أفضل الأدوية والبدائل التي يمكن تناولها في حال الشعور بتعب.
وهناك بعض الصفحات التي تخصصت في طب الولادة، حتى تستقي منها السيدات الحوامل معلومات عن طبيعة الفترة التي يمرون بها ومن ذلك "جروب الأطفال وحديثي الولادة للدكتورة شيماء طلال حتة" حيث يضم ما يقرب من 8 آلاف عضوة، وكذلك الصفحة المتخصصة للدكتورة "أميرة العمري للنساء والتوليد"، والتي تخصص جزء من أوقاتها للرد على تساؤلات واستفسارات السيدات الحوامل.
فكان للاهتمام بالتغذية الصحية السلمية، وتنسيق الوجبات للحصول على جسم مثالي، له نصيب وافر على الانترنت من خلال صفحة الدكتور "جميل القدسي الدويك"، في الأردن والإمارات، حيث تقوم الصفحة بالتواصل الدائم مع الرواد الذين يبحثون عن التغذية السليمة لصحتهم، حيث وصل عدد رواده إلى 7 مليون ونصف، ومن ذلك الجروب المعروف للدكتور أحمد صبري طبيب التغذية، بوضع أنظمة غذائية لأصحاب السمنة المفرطة، حيث حاز الجروب على ثقة الكثيرون.
وكان للحيوانات والاهتمام بصحتهم صفحات مختصة بالحصول على المعلومات الطبية عنهم، من خلال صفحة "الدكتور محمود حمدي للاستشارات للحيوانات الأليفة" والتي تضم ما يقرب من 60 ألف عضو.
حيث شدد الأطباء، إن الموضوع ينطوي على قضايا تتعلق بالعدل لأنه لا تتوافر لجميع الأسر وسائل التواصل الاجتماعي ومهارات.
وأوضحوا أنه يجب على الأطباء في ضوء معرفتهم بأن الكثير من المعلومات الطبية المتوافرة على الإنترنت غير دقيقة أن يسألوا المرضى وأسرهم عن المعلومات التي حصلوا عليها من الإنترنت لضمان أن يبدأ الطبيب والمريض "رحلة العلاج" على أساس نفس الحقائق.