بوجهها القبيح عادت لتطل علينا تلك الصور المختلفة من ممارسات البلطجة بعد فترة أثبتت خلالها أجهزة الأمن قدرتها على فرض الانضباط والسيطرة على الشارع وعاد الأمن بعد سنوات من الغياب التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011 ففى الأسبوع الماضى شهدت العاصمة جريمتين بالغتى الخطورة والمغزى أيضا، فقد أعادتا إلى الأذهان صوراً كئيبة لفترات كنا نظن ونطمح أنها باتت بعيدة فى زوايا النسيان، صوراً ممارسة للبلطجة. الاولى شهدتها منطقة المقطم عندما قام مجموعة من البلطجية بإثبات فرض نفوذهم بترويع المواطنين وظلوا يجوبون أحد الشوارع الحيوية بالمنطقة ملوحين بأسلحتهم التى تنوعت ما بين شوم وسنج، وما زاد من هول الواقعة أن من أرادوا الاعتداء عليه ضابط شرطة وعندما حاول استخدام سلاحه الميرى لإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لتفريقهم زادهم الأمر تغولا فهجموا على حامل السلاح وكأنهم يعلنون أنهم لا يخشون حتى الرصاص. وأما الثانية فقد شهدتها مدينة أكتوبر وكان ضحيتها صيدلى شاب عندما قام مجموعة من البلطجية بالاعتداء عليه ولم يكن هذا المسكين محظوظاً كضحية الواقعة الأولى فقد تمادوا بالضرب عليه حتى الموت. ولن نستطيع تصور حجم الجرح الغائر والحزن العميق لأفراد أسرة الصيدلى الذى نجم عن اعتداء البلطجية عليه لانه قام فقط كانسان راقٍ بمعاتبة سائق توك توك لقيامه بقطع الطريق أمامه، فقام السائق بالاستعانة بثلاثة آخرين من زملائه الذين قاموا مجتمعين بقتل الشاب الذى لم يرتكب اى جرم ضدهم. هاتان الواقعتان تجعلنا بالضرورة نشعر بالخوف على ابنائنا فى الشارع للرمزية المرعبة فى كل منهما، فلا ضابط البوليس بسلاحه الميرى استطاع إيقاف المعتدين، ولا الصيدلى المهذب المسالم استطاع أيضاً. والمغزى من وراء سرد الواقعتين أن الشر فى أحيان كثيرة لا يمكن مواجهته كأشخاص فرادى فلابد من تدخل حازم من أجهزة الأمن لمنع تكرارمثل هذه الحوادث، ويكون ذلك بتفعيل الدوريات الأمنية مع انتشار أمنى مكثف، فلو كانت هذه القوات موجودة بالشارع أو حضرت فور حدوث الواقعتين ما حدثت مثل هذه الجرائم، ولابد من زيادة عدد القوات لنجدة المواطنين وحمايتهم على أن يقوم بمتابعة ذلك قيادة أمنية كبيرة على مدار اليوم بجميع الشوارع، مع ضرورة العودة مرة اخرى الى عسكرى الدرك والذى أصبح وجوده لازما فى شوارعنا، مع زيادة ضباط البحث الجنائى التابعين لأقسام الشرطة فى الشوارع لان وجودهم على مدار اليوم يمنع الكثير من الجرائم. مع تكثيف الحملات لضبط الاسلحة التى اصبحت منتشرة فى الشارع وتنذر بالخطر ..فهل نفعل ذلك لمنع سقوط ضحايا جدد؟ [email protected] لمزيد من مقالات محمد شومان