«فن جميل» .. صرح ثقافى جديد وأول متحف للفنون المعاصرة فى منطقة الشرق الاوسط، افتتحه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، منذ أيام .. يعمل على تحقيق تقارب حقيقى بين الثقافات عبر تفعيل جسور تواصل حضارية أساسها الإبداع ..من أين جاءت فكرة مركز جميل للفنون؟ ما أهداف المركز، وخططه القصيرة والطويلة؟ ما المشروعات المشتركة بين فن جميل والمراكز الثقافية الأخرى ووزارات الثقافة العربية والدولية؟ومن هو الجمهور المستهدف؟ هل الفنون المعاصرة والحديثة لها جمهور كبير فى البلاد العربية؟هل الشريحة التى تحب هذا الفن من الأجيال الجديدة فقط؟ وإلى اَى مدى الفن والثقافة قادران على إذابة الخلافات الايديولوجية والسياسية؟ وإذابة الصراعات وايجاد واقع عربى أكثر أشراقا وتسامحا من الحاضر؟ وهل الفنون قادرة حقا على تقبل فكرة الآخر؟ وما أهم ملامح التعاون بين بيت جميل للفنون التراثية بجدة وبين فن جميل، ومؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الان؟ توجهنا بهذه الأسئلة إلى أنطونيا كارفر مديرة مركز «فن جميل» بدبى وكانت الإجابات كالتالي: عملت مؤسسة فن جميل منذ تأسيسها عام 2004 حتى الآن، بالتعاون مع مؤسسات ومتاحف أخري، سواء فى المنطقة أو مع المتاحف الدولية الكبري، سعياً وراء تحقيق أهدافها ومع مرور الوقت، أدركنا أنه من أجل تحقيق تأثير أكبر فى العالم العربي، والانضمام إلى الآخرين فى بناء بنية تحتية مستمرة طويلة الامد للفنون، فإننا نحتاج إلى تحويل اهتمامنا إلى بناء مراكزنا الخاصة ومنها يأتي: ملتقى الإبداع فى جدة ومركز جميل للفنون فى دبي، اللذان صُمما لسد الفجوة فى العرض الثقافى الحالى فى كلتا الدولتين، والوصول إلى جمهور واسع. وتضيف أنطونيا كارفر مديرة «فن جميل»: المركز هو أول مؤسسة غير ربحية للفنون فى منطقة الخليج، واستقبل المركز خلال أسبوعه الافتتاحى ما يقرب من 11 ألف زائر، وهو ما تجاوز توقْعاتنا، تستكمل: إستراتيجيتنا فى ابتكار معارض غنية بالبحوث والمعلومات، مثل معرض «خام»، والذى يتخذ نهجًا جريئًا ومبتكرًا، وهى أحدى خططنا على المدى الطويل حيث اننا نعمل على انتاج معارض اخرى على هذا النسق .. فى الوقت نفسه تستمر عروض غرف الفنانين، وسيتم إنشاء 3 معارض فردية جديدة فى مارس 2019. عن أهداف المركز قالت كارفر: كلها تتعلق بتوفير الفرص التعليمية للمجتمع بأكمله لكى يكون الفن منظوراً للتعلم والنقاش، وهنا يمكننا الوصول الى هذا الجمهور، أما عن برامجنا الشبابية والتعليمية فهى قد بدأت بالفعل، فقد تم تشكيل المجلس الشبابى الأول، الذى يقوده 9 من المبدعين الذين يعملون على ابتكار برامجهم واستراتيجياتهم الخاصة للمركز. وأعلنت: تبدأ المحادثات ومجموعات القراءة وورش العمل الأسبوع المقبل لجميع الأعمار، بقيادة فريق عمل المكتبة، ولدينا مؤتمرين فى يناير وفبراير، أحدهما مخصص للمناقشات حول النفط والفن، تماشياً مع موضوع معرض «خام»، ولدينا أيضا جاليرى أفلام معنى بكل ما هو جديد سينمائياً، ويعرض حالياً فيلم «حَبّ بري». وترى أنطونيا: أن المركز أصبح ملجأ للفنانين ومنبرا للفنون فى الإمارات العربية المتحدة، فقد أصبحوا يأتون يومياً لاستخدام مكتبة جميل وزيارة حديقة جداف وترفرونت للفنون، والعودة لمشاهدة المعارض مرة أخري، كما اننا نعمل بشكل وثيق مع الحكومة، حيث تم أخيرا توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التى تهدف إلى تحفيز الحراك الثقافى وإحياء حركة الفنون القادرة على ايجاد واقع عربى أكثر أشراقا وتسامحا. وتؤكد مديرة المركز: لا أعتقد أن دور الفنان هو التصرف كسياسي، لكنى أعتقد أن الفن بشكل عام يمكن أن يساهم بشكل كبير فى تطوير المجتمعات لتصبح أكثر انفتاحًا، وتشجيع الناس على لعب دور نشيط فى المستقبل لنقل صورة ايجابية عن مجتمعهم. واختتمت حديثها: المعهدان اللذان نديرهما فى جدةوالقاهرة هما من أهم أركان العمل الرائد الذى قامت به مؤسسة «فن جميل»، ففى القاهرة يتم تدريس الطلاب عامين للحصول على شهادة الدبلوم، وفى جدة يمتد البرنامج سنة واحدة، ويتم التدريس لهذين البرنامجين المكثفين من قبل الأساتذة ذوى الخبرة والمعرفة ضمن برنامج تم إعداده وتطويره من قبل مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية.