مصر 2020 خالية تماما من العشوائيات، التي ضربت بأذنابها بطول البلاد وعرضها طوال عقود وأزمان، والحق يقال لقد بذل جميع رؤسائها جهدا لا بأس به في تطوير وتحسين البنية التحتية والأساسية للبلاد - خاصة المناطق المركزية والأثرية وبعض المحافظات ذات الطابع السياحي - التى أنهكها توالى الاستعمار والاحتلال حتى استردت حريتها وعافيتها من ظلم الغزاة والطغاة. وأعتقد أنه قد آن الأوان لانتهاء عصر العشوائيات، خاصة بالقاهرة الكبرى وبعض العواصم الاستراتيجية بالبلاد، تحتاج الملايين من الأموال في ظل الأزمة الطاحنة التي يعانيها مواطنو البلاد جراء أزمة الأسعار، التي ضربت بكل قوة وقسوة البلاد والعباد، وقضت مضاجع البسطاء ومكدودى الدخل ومحدودوه، بل طالت الآن متوسطى الدخل إلا قليلا من النبلاء والوجهاء ورجال الأعمال، والأثرياء منذ النشأة وكبار موظفي الدولة ومن يمتهنون مهنا تدر عليهم أموالا تتعب أياديهم من عدها وتتبلد أذهانهم من حصرها، وعلى النقيض تعبت أيادي البسطاء وأنهكت من فناء الأموال وخواء وشح الأرزاق وخواء جيوب البنطال. لكن ومع كل هذه الأزمات ولهيب الأسعار وما يؤخذ منهم نظير قضاء المصالح والحاجات، تظهر بارقة أمل في الآفاق وشعاع من الضوء يظهره المولى عز وجل، عندما يتبين الخيط الأبيض من الأسود فجر كل صباح، وخاصة لمن صلى الصبح وشهد قرآن الفجر كما اخبرنا بذلك خالق الكون والعباد. هذه البارقة تأتى عبر التطوير الذى تشهده حاليا البلاد ويشهد عليه الناس، خاصة من هم في الشوارع ليل نهار، بسبب البطالة وانسداد أبواب الوظائف في وجه الشباب، فالتطوير بالفعل ضروري وحتمي للبلاد، فالعديد من الطرق والكباري والأنفاق التي بدأت تظهر أحشاؤها للعيان والتي تربط بين العواصموالمحافظات، وامتد أثرها إلى بعض المراكز والأحياء، مع إنشاء طرق دولية لربط البلاد بجيرانها من مدن الأشقاء، غير البحث والتنقيب عن البترول والغاز والسولار، فكم من حقول اكتشفت في صحراء البلاد وداخل البحار والأنهار، خيرها وفير سيعم الأمصار، ونرجو أن ينعم به أيضا الصابرون من العباد. ليس ما سبق وحسب، بل عاصمة إدارية جديدة تناطح مثيلها في أقاصي الدول والقارات، إضافة إلى الانتهاء من كثير من الكباري الدائرية لتقليل الزمن والمسافات وتوفير الوقت والجهد والمال، وفتح محاور مرورية تقضي على الزحام وملل الانتظار، وليس خفيا على أحد الجهد المبذول من قبل مسئولي البلاد، فتطوير منطقة ماسبيرو وجزيرة الوراق خير شاهد في زمن أصبح فيه ما كان مستحيلا سهلا ومباح. لقد اقتحم ولي أمر البلاد جميع المشكلات ذات القنابل الموقوتة منذ زمن فات، وساعده في ذلك أصحاب الجينات العصية على التفكك والانكسار، وتحملوا بصبر وأناة فاتورة النهوض بالبلاد لتصبح مصر الغالية من كبريات دول القارات، ويرجع الفضل في هذا لشخصية المصري الهمام الذى احتار فيه كل الغزاة والطغاة، رغم استحداثهم أساليب حديثة للقضاء على بهية أم البلاد، إلا أن القدر ورب السماء شاء أن تبقى آمنة شر الدخلاء ومن همهم إثارة الفوضى واختلاق المشكلات. فهنيئا لمصر حب خالقها الذى أكرمها ورفع شأنها وذكرها فى قران يتلى إلى يوم تنهار فيه الأرض والسماء إيذانا بالبعث والحساب. لمزيد من مقالات فهمى السيد