شهدت قمة العشرين مجموعة مشاهد غير مألوفة وطريفة بين قادة هذه الاقتصادات الكبري، حيث رسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خريطة لنظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون ليشرح من خلالها المسار الذى سلكته ثلاث سفن عسكرية أوكرانية فى مضيق كيرتش، حين احتجزتها السلطات الروسية. فقد أخرج بوتين ورقة بيضاء ورسم عليها البحر والمضيق وأخذ يشرح للرئيس الفرنسى المسار الأوكرانى فى المياه المحايدة ثم الإقليمية. وشرح من أين عبرت وأخذ فى شرح الوقائع من وجهة نظره وهو أمر استغرق نحو 10 دقائق. أما بالنسبة لاستقبال ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأرجنتين وحضور القمة، التى تعد الأولى من نوعها فى ظل قضية مقتل الصحفى جمال خاشقجي، فقد وجد نفسه محط ترحيب من قادة العالم. وكان «بن سلمان» نجم شريطى فيديو جرى تناقلهما على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تميزت المصافحة بينه وبين بوتين بكثير من الودّ، إذ تصافح الرجلان بحرارة قبل أن يجلسا متجاورين على طاولة القمة وهما يتحادثان ويتبادلان الابتسامات. وأعلن البيت الأبيض أن ولى العهد السعودى «تبادل المزاح» مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على هامش القمة. كما شوهد ولى العهد السعودى وهو يتبادل الكلام مع ابنة الرئيس ايفانكا ترامب، ثم يصافح الرئيس الفرنسي، حيث جرى بينهما حديث مقتضب. فى الوقت نفسه، وجد الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى نفسه فى موقف محرج بعدما ظل وحيدا على المنصة بسبب سوء تفاهم مع ترامب. وظهر الزعيمان وهما يتصافحان أمام المصورين قبل أن يغادر ترامب المنصة، بينما يحاول ماكرى التواصل معه. ويبدو أن الرئيس الأرجنتينى كان يريد أن يبقى ترامب على المنصة فى انتظار زعماء العالم الآخرين لالتقاط صورة جماعية رسمية لزعماء الدول الأعضاء فى مجموعة العشرين. من جهة أخري، وبعدما تأخرت 12ساعة، بسبب عطل فنى طرأ على طائرتها، وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بوينس أيرس والتحقت بنظرائها الذين شاركتهم مائدة العشاء بعد حضور فاعلية فنية. وقد فوجئ ركاب طائرة شركة «أيبيريا» الإسبانية التى أقلعت من مدريد متوجهة إلى عاصمة الأرجنتين، بصعود ميركل على متن الطائرة قبل عشر دقائق من إقلاعها برفقة وفد صغير يضم نائبها أولاف شولتس وعددا من المستشارين وأفراد الحراسة. وجلست المستشارة فى درجة رجال الأعمال إلى جوار أحد الركاب، الذى لم يكن يتوقع أنه سيقضى رحلته التى تستغرق نحو 13 ساعة بجوار «أقوى امرأة فى العالم». وقال الراكب الأرجنتينى أوجستين أجويرو -28 عاما- فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «أعرف مسلسل هاوس أوف كاردس، لذلك لم أكن أتوقع مطلقا امرأة عادية بهذا الشكل». وعما فعلته ميركل على متن الطائرة التجارية، قال أجويرو: «تناولت الزبادى وقرأت كتابا ونامت قليلا. لم يكن لها أى طلبات خاصة». وذكر «أجويرو» أنه قبل ساعة من الهبوط فى بوينس آيرس توجهت ميركل إلى قمرة القيادة لالتقاط صورة مع طاقم الطائرة، وقال:«لم أجرؤ على التحدث إليها. كانت تبتسم من حين لآخر. كانت هادئة للغاية». وسادت فى الأجواء دهشة كبيرة لما مرت به رئيسة حكومة أكبر اقتصاد فى أوروبا خلال رحلتها إلى الأرجنتين، ونوعية المشكلات التى طرأت على طائرتها.