يوم 5 يونيو 2017، قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع النظام القطري، وفرضت الدول الأربع إجراءات غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات العربية العربية، بسبب دعم نظام الحمدين التنظيمات الإرهابية، والتدخل فى شئون بلادنا، أعقبتها محاولات من عدة دولا رأب الصدع والدفع نحو إعادة العلاقات من جديد، مما دفع الرباعى العربى لوضع 14 شرطا، يلتزم النظام الداعم للإرهاب فى قطر بتنفيذها أولا قبل أن تتخذ الدول المقاطعة قرارها. وكان بينها طرد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وتغيير السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة الراعية للإرهاب، وعدم التدخل فى شئون الدول، وغيرها من الشروط التى تعد فى مجملها ردعا للنظام الإرهابى القطرى للكف عن جرائمه التى يرتكبها بحق دولنا. حاولت الولاياتالمتحدة والكويت وفرنسا وغيرها التدخل ضمن وساطات لعدة شهور، وفشلت كل هذه المحاولات بسبب عدم ثقة الدول المقاطعة فى نيات تميم وعصابته، لأنه ليس الحاكم الفعلى لقطر، بل والده ومعه حمد بن جاسم العراب الرئيسى للتطبيع مع الكيان الصهيونى وأشهر من يرتبط بعلاقات صداقة مع قيادات إسرائيلية بارزة، وهو المخطط والمدبر لانقلاب عام 1995 عندما أقنع حمد بن خليفة بالانقلاب على والده وانتهز فرصة سفره لقضاء إجازته الصيفية فى فرنسا وأعلن إقصاء والده عن الحكم، ورفضت الدول الأربع كل الوساطات بطريقة لا تغضب أيا من الأطراف التى عرضت التدخل، نتيجة وضع شروط محددة يلتزم القطريون بتنفيذها دون نقاش، ولجأت قطر للعديد من المنظمات الدولية لتقديم الشكاوى المزعومة بهدف التحايل على العقوبات التى فرضت عليها ومنها إغلاق المجال الجوى وعدم السماح للطيران القطرى بعبور الأجواء للدول المقاطعة، شنت أذرع الإرهاب الإعلامية من قطر وتركيا حملات مرتبة وشبه يومية ضد دول المقاطعة وصلت إلى الدعوات العلنية لقلب أنظمة الحكم فى هذه الدول والتحريض على قياداتها، لكنهم فشلوا ولن يكتب لهذه المحاولات إلا الهزيمة، لثقة الشعوب فى الدول الأربع بالقيادات الحاكمة بالدرجة الأولي، ومع حدوث قضية مقتل جمال خاشقجى نظمت دولتى الإرهاب فى قطر وتركيا ومعهما الإعلام الغربى مدفوع الأجر عبر مساحات ومقالات وضيوف لبرامج الهواء، بهدف ضرب وحدة الدول الأربع والضغط على السعودية على أمل أن تتراجع عن موقفها كواحدة من التحالف العربى المقاطع، وروج الإعلام القطرى التركى بقرب عودة العلاقات القطرية السعودية، وهو ما يعنى انتهاء المقاطعة بشكل عملي، وظل هذا الإعلام المكشوف فى نشر هذه الأكاذيب بعد أن فشلوا فى التخلص من ولى عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذى استهدفوه منذ اللحظة الأولى لمقتل خاشقجي، ومع زيادة حملة التضليل عن التقارب القطرى السعودي، وإذ توجه المملكة ضربة قوية بالإعلان عن مشاركة ولى العهد فى قمة العشرين التى ستعقد فى الأرجنتين بداية الأسبوع بمشاركة ترامب وبوتين وميركل وماكرون وشى بينج وغيرهم من أهم 20 دولة تسيطر على اقتصاد العالم، وهو ما يعنى ضمنيا ضياع الحلم القطرى الذى راهنوا عليه طوال الشهرين الماضيين، والطامة الكبرى التى صدمت كل الخونة فى قنوات العار القطرية التركية، الإعلان عن جولة عربية لولى العهد السعودى للإمارات والبحرين ومصر، وسبقها بيان مصرى بحريني، يؤكد عدم المصالحة مع النظام القطرى إلا بعد تنفيذ الشروط المطلوبة. جاءت جولة ولى عهد المملكة واللقاءات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك حمد بن عيسى والشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد، لتضع النقاط على الحروف، بل ولتأكيد أنه لا تصالح ولا تراجع عن مقاطعة هذا النظام القطرى الإرهابى إلا بتلبية الشروط دون مواربة، وأن الدول الأربع تقف مع بعضها البعض يدا واحدا وعلى قلب رجل واحد ضد محاولات التدخل فى شئون أى دولة، مع المساندة الكاملة للسعودية، والتزام مصر كما جاء على لسان الرئيس السيسى بأن أمن المملكة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري، وهى رسالة قوية لمن يريد العبث بأمن أرض الحرمين الشريفين، ويبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تحركات ومواقف جديدة تستهدف الأعداء الذين يعملون ليل نهار ضد مصالح الشعوب فى دولنا. لمزيد من مقالات أحمد موسى