تضافرت جهود المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة هذا العام للاهتمام بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة حيث عقدت دار الكتب والوثائق القومية ممثلة فى مركز توثيق وبحوث أدب الطفل مؤتمرا علميا حول أدب الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والذى اختتم أعماله التى عُقدت على مدى يومين بإصدار عدد من التوصيات أهمها: إعداد ببلوجرافيا ودليل للأدباء الذين كتبوا للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ، و إجراء بحث ميدانى يتناول آراء هؤلاء الأطفال حول المضمون الأدبى الموجه إليهم، وترشيح نماذج من كتب الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الأجنبية لترجمتها لدى المركز القومى للترجمة، وإنشاء مشروع قومى للاهتمام بالقصص ذات المضمون الاجتماعى كإحدى طرق التعامل مع أطفال التَوَحُّد، وإقامة ورش عمل لكتابة أدب الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، بالتنسيق مع شعبة أدب الطفل باتحاد الكتاب. وكذلك دعوة وسائل الإعلام المختلفة لزيادة المساحة المخصصة لعرض المضمون الأدبى الموجه لهذه الفئة من الأطفال، والتنسيق مع قطاع الأنشطة الثقافية والفنية بوزارة التربية والتعليم لتيسير إتاحة فرص تقديم الخدمات الثقافية لهم من قِبَل المؤسسات المعنية، وعقد دورات تدريبية لمُعلمات رياض الأطفال والأمهات، وتدريبهن على استخدام أدب الأطفال فى معالجة بعض المشكلات السلوكية التى قد يعانيها الأطفال. وحول أهمية المؤتمر صرح د. أشرف قادوس مدير مركز توثيق وبحوث الطفل، بأنه يكمن فى دوره الفَعَّال فى تنشيط حركة أدب الطفل فى مصر، والسعى إلى تحقيق التكامل مع الجهود المبذولة من أجل خدمة ثقافة الأطفال ذوى الاحتياجات. وأكد - فى تصريحات ل «لأهرام» - أن المؤتمر يهدف إلى لفت نظر الأدباء وكتاب الأطفال للاحتياجات الأدبية لفئات الأطفال المختلفة، مثل أطفال أبناء الشهداء والأسر المفككة وأطفال الأزمات، مثل أطفال فلسطين وغيرهم، حتى يُقبلوا على كتابة الأدب الموجه إليهم بدلا من تكرار الشكوى من عزوف الأطفال عن القراءة، واكتفائهم بالمواد المسموعة والمرئية بوسائل الإعلام. وتضمن المؤتمر عدة حلقات نقاشية وجلسات بحثية تحدث فيها مجموعة من الأدباء والمهتمين بأدب الطفل، حيث أوضح يعقوب الشاروني، أن بعض أعمال الجيل الأول من مؤلفى أدب الأطفال، تحمل وجهات نظر سلبية اجتماعيا وتربويا، ولم ينتبهوا إلى أن أدب الأطفال يمكن أن يحمل وجهات نظر جديدة يمكن أن تسهم فى التغيير إلى الأفضل.وأشار إلى تفهم وتقبل أدب الأطفال الحديث لأصحاب الإعاقات، ودعوته لمعاملتهم على قدم المساواة مع الأطفال الأصحاء. وتحدث الشاعر أحمد سويلم عن العلماء الذين اهتموا بهذه الفئة وصنفوا عللهم ومعوقاتهم، كالجاحظ والهيثم بن عدى وصلاح الدين الصفدي، الذين هزموا العجز وصاروا عباقرة فى مجالات متعددة. وأكد سبق العرب إلى دراسة هذه الفئة نفسيا واجتماعيا وثقافيا. وتناولت كاتبة الأطفال منى لملوم أهم الكتابات الأدبية والتعليمية عن هذه الفئة فى المملكة المتحدة، وأهمية الكتابة عنهم ولهم، من أجل تثقيف كل من يتعامل معهم حتى نُجنبهم الكثير من الأذى الذى يتعرضون له. أما الشاعر عبده الزرَّاع، فتحدث عن دور اللعب فى تنمية مهارات الطفل المبدع، مؤكدا أن اللعب هو أفضل الطرق التى يكتشف بها الطفل الحياة، ويكتسب خبرات جديدة. ولفتت د. قدرية السعيد إلى أهمية تنمية الخيال فى الأدب الموجه للأطفال ضعاف البصر، ودعت الأسرة والمدرسة لتوفير مناخ يمنح هذا الطفل الثقة فى نفسه، والقدرة على تنمية مهاراته. وحذَّر د. السيد نجم من ظاهرة التسرب من التعليم وأطفال الشوارع، ومن تهميش هذه الشريحة، ودعا إلى تسليحها بالمعرفة والثقافة الرقمية الحديثة، كوسيلة للتغلب على تلك الظاهرة. ولفت د. يسرى عبد الغنى إلى دور القراءات الأدبية فى المساعدة على علاج الأطفال ذوى الرعاية الصحية الخاصة، مشيرًا إلى أن العلاج بالقصص والحكايات أحد أهم الأساليب العلاجية فى هذا المجال. وقدَّمت الشاعرة أمل جمال عرضَا لتجربة عملية خاضتها مع الأطفال من 3 إلى 16 سنة، وعرضت لأهم نتائجها، المتمثلة فى إخراج الأطفال من دائرة الاكتئاب، والاستجابة للعلاج، ومعالجة بعض مشاعر القلق والاضطراب لديهم. وقدَّمت د. رشا عبد الدايم بحثا ضافيًا عن دور الأدب فى علاج الطفل الصامت اختياريا، الذى يفضل الصمت على الكلام، وأفضل الطرق التى نعالج بها هذا الطفل. وعرضت الباحثة إيمان عبد الله لدور حكى قصص الأطفال فى تنمية بعض مهارات التواصل الاجتماعى لدى الأطفال المصابين بالتَوَحُّد، وكيف أنها تمكنت من التعامل مع بعض الحالات من خلال تجربة قامت بها فى إحدى دور رياض الأطفال. مشاركة فعالة للأطفال شارك الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة بفاعلية فى أعمال المؤتمر، سواء بحضور الجلسات والحديث فيها، أو بورش إبداعية على هامش المؤتمر. وعقدت د. نورا عبد العظيم ورشة حكى بعنوان: «مبدعون عبر التاريخ» لأطفال مدرسة التربية الفكرية بالمنيل التابعة لإدارة مصر القديمة التعليمية، وعقدت أيضا ورشة رسم للفنان سعيد بدوى، وفنانة العرائس رحمة محجوب، كما أقيم معرض لأفضل ما أبدعه الأطفال في هذه الورش.