أوصت دراستان علميتان بالتوسع في استخدام نبات الزعتر ونبات الأقحوان في تصنيع الأدوية والمضافات الغذائية لما لهما من فوائد عظيمة في حماية الكبد من الأضرار الناتجة عن تلوث الأغذية بالملوثات المختلفة خاصة الأقلاتوكسين المسرطن. حيث قدرت منظمة الصحة العالمية عدد حالات الوفيات الناتجة عن الأمراض المنقولة بالغذاء بنحو2.2 مليون شخص سنويا منهم1.9 من الأطفال, كما ذكرت التقارير الصادرة عن المنظمة أن الأفلاتوكسين هو المسبب رقم1 في الإصابة بسرطان الكبد في دول العالم خاصة النامية وقد يعزي إليه ارتفاع نسبة سرطان الكبد في مصر في الفترة الأخيرة, لذا أصبحت معالجة قضايا سلامة الأغذية علي إمتداد السلسلة الغذائية من الإنتاج إلي الإستهلاك من القضايا الملحة في كل بلدان العالم علي حد سواء, وباستغلال التكنولوجيا البيولوجية. لذا اتجهت الأبحاث التي يجريها الفريق البحثي المعني بسلامة الغذاء بالمركز القومي للبحوث برئاسة الدكتور مسعد عطية عبد الوهاب إلي استخدام المواد الطبيعية بدلا من الكيماويات المستعملة في تصنيع الأدوية أو المضافات الغذائية, للحد من الآثار الصحية الضارة الناتجة عن ملوثات الغذاء. ويتم ذلك بفصل واستخلاص المركبات الفعالة في بعض النباتات للحماية من الأضرار الصحية الناتجة عن تلوث الأغذية بسموم الأفلاتوكسينات المنتجة بواسطة بعض الفطريات التي تنمو علي الأغذية وتسبب التسمم الحاد للكبد الذي قد يؤدي للإصابة بسرطان الكبد. ويوضح الدكتور مسعد أنه أجريت في هذا المضمار دراستان متتاليتان قام بها فريقان بحثيان من المركز القومي للبحوث وكلية الصيدلة بجامعة القاهرة وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا, قام بالدراسة الأولي الفريق البحثي الذي يترأسه والمكون من الدكاترة سهير السيد علي ونبيلة صلاح حسن وأمل شوقي حتحوت وعزيزة عبد السلام النقيطي وشريف رمزي واستهدفت الدراسة استخدام بعض المركبات الفعالة في زيت الزعتر لحماية الكبد من الأفلاتوكسين حيث أثبتت النتائج أن زيت الزعتر يحتوي علي الكارفاركول, الثيمول, الفاوبيتافيلاندرين نيالون, هيويمولين, والميرسين بالإضافة إلي تركيزات قليلة من الفا وبيتا بينين ثيجون, ترايسيكلين, كينيول, وبيتاسيبين, وقد أثبتت هذه المركبات قدرة فائقة علي الحماية من التغيرات المرضية في أنسجة الكبد والناتجة عن التعرض للأفلاتوكسين. أما الدراسة الثانية التي قام بها الباحث محمد عبد الله حمزاوي تحت إشراف الدكتور عز الدين الدنشاري والدكتور مسعد عطية تناولت استخدام الزعتر مع مستخلص نبات الأقحوان للحماية من التغيرات البيوكيميائية والهستولوجية والتسمم الخلوي للكبد الناتج عن الافلاتوكسين. وقد أوصت لجنة شارك فيها الدكتور مسعد مع الدكاترة أحمد فهمي أستاذ الأدوية والسموم بصيدلة الزقازيق وسناء قناوي وعز الدين الدنشاري أستاذ الأدوية والسموم بصيدلة القاهرة بمناقشة البحث واعتباره إنجازا قدم حلولا عملية لحل مشكلة أمراض الكبد الناتجة عن تلوث الغذاء بالأقلاتوكسين.