مابين التساؤلات الباحثة عن أسباب تراجع وضعنا على خارطة السياحة، رغم ما تملكه بلدنا من مكانة جغرافية وحضارة تاريخية خلفت آثارا تفوق ثلث مافى العالم كله من آثار، الى جانب توافر كل مقومات السياحة الثقافية والترفيهية والاثرية والعلاجية والدينية، الى جانب ثقافة المهرجانات والمؤتمرات، وكثيرا ما طرحت سؤالى على خبراء السياحة عن السبب فى تجاهل السياحة الرياضية، رغم انها تضرب عصفورين بحجر واحد اولهما الجذب السياحى وثانيهما الدعاية الكبيرة التى تصاحب النجوم او الفرق العالمية، وتلقيت اجابة فى الاسبوع الماضى ادخلت السرور على قلبي، اذ بادر رجل السياحة كامل ابو على رئيس النادى المصرى السابق الى افتتاح فندق للرياضيين فى الغردقة، مزود بكل ما تحتاجه الفرق الرياضية من ملاعب متعددة للكرة والسلة واليد وغيرها من اللعبات الفردية، الى جانب توفير كل مايلزم من حمامات سباحة وصالات لياقة بدنية على أعلى مستوى، كما انشأ المهندس عبد الفتاح رجب رئيس اتحاد الفروسية السابق فندقا خاصا فى برج العرب بالاسكندرية يوفر كل ما يحتاجه الرياضيون، وهناك مجموعة الفنادق التابعة للقوات المسلحة والتى توفر هذه الخدمات الرياضية ايضا وباتت منتشرة فى القاهرة والاسكندرية ، ووجدتنى اهتف من اعماقى محييا جهود من ادخل الرياضة على خط الخدمة السياحية من أجل تنشيطها وفتح آفاق وروافد جديدة لها . لكن هل انتهت المهمة بايجاد المطلوب، أم انها فقط البداية التى تتطلب جهدا خارقا حتى يتم وضع السياحة الرياضية فى مصر على اجندة الفرق العالمية، وهو أمر يتطلب اولا ان نؤمن بقدراتنا وامكاناتنا وما حبانا به الله من طبيعة خلابة وتنوع فى المقاصد السياحية لاتدع مجالا للملل، ولا يستطيع سائح ان يحصيها فى رحلة واحدة، وان تتعاون كل الوزارات والهيئات والافراد كل فى مجاله للترويج والجذب، وحسنا فعلت العديد من الاتحادات الرياضية بتنظيم فعالياتها الدولية فى المحافظات السياحية من الاقصر واسوان الى جنوبسيناء والبحر الاحمر، لكن الامر بحاجة الى ترجمة هذه الاستفادة على أمر الواقع من خلال استغلالها فى الدعاية لتكون سببا فى جذب الملايين، وفى هذا أعتب على هيئة تنشيط السياحة فى انها لا تستغل هذا الجانب، فقبل ثلاثة اعوام كان النجم الليبيرى جورج ويا الذى انتخب أخيرا رئيسا لليبيريا، ضيفا فى مهرجان رياضى للايتام اقيم فى شرم الشيخ ولولا اهتمام مضيفيوه ماتعرف على معالم جنوبسيناء فى شرم الشيخ ودهب، وكان بالامكان استغلال زيارة أحد افضل لاعبى العالم فى كرة القدم للترويج، وقبله كان النجم الانجليزى رونى الذى زار مصر تنفيذا لتعليمات طبيبه بالتعرض للشمس فلم يجد افضل من مناخ شرم الشيخ، وغيرهم كثيرون من نجوم الرياضة والفن، لكننا للاسف لا نجيد فن التسويق، رغم أن هؤلاء النجوم يضعون صورهم على صفحاتهم وينتهى الامر بتلقيهم الاعجاب دون ان يستثمر مسئولو السياحة الامر. وبالتالى لم يتخط تعداد السياح العشرة ملايين، رغم ان منتجنا السياحى متنوع ومتميز عكس البلاد التى تحتل موقع الصدارة فى ترتيب الدول الاكثر استقبالا للسائحين، مثل فرنسا التى يزورها أكثر من 80 مليونا سنويا، وها هى المكسيك تتقدم الى المركز السابع بتسعة وثلاثين مليونا، وبنظرة سريعة الى مقومات تلك الدول السياحية فلن تجد تميزا او تفردا يمنحها السبق على مصر، التى تملك اثارا فرعونية تضرب فى عمق التاريخ بسبعة الاف عام تتقدمها الاهرامات ومعابد الاقصر وتل العمارنة، واثارا رومانية ويونانية وقبطية واسلامية، ومحميات طبيعية فى اماكن متعددة بشمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، ولها صيت ذائع مثل محميات رأس محمد ونبق وسانت كاترين وقارون ووادى الريان وجبل علبة بحلايب والعميد بمطروح وهناك السياحة العلاجية للاستفادة من المياه الكبريتية فى سيوة والداخلة والخارجة والواحات وسفاجا ووادى النطرون وسيناء، الى جانب سياحة المهرجانات التى تستقطب النجوم فى الفن مثل مهرجان القاهرة السينمائى والاسكندرية والجونة وهناك مهرجان الفنون الشعبية بالاسماعيلية والسينما الافريقية فى الاقصر، كل هذا الزخم ينبغى أن يكون عنصر جذب يستهدف نحو خمسين مليون سائح على الاقل سنويا، ليعود السؤال الى الواجهة: ماذا يمنع هذا الرقم من التحقق؟ والاجابة ببساطة اننا بحاجة الى أن نؤمن بقدراتنا وامكاناتنا التى لا تضاهي، وأن نسعى الى التطوير ومواكبة العالم وتسهيل اجراءات التأشيرات، وتقديم صورة ذهنية عن مصر فى عهدها الجديد، واستثمار التطور التكنولوجى فى التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعى وقبل كل هذا تأهيل الفنادق ورفع كفاءة العاملين وتثقيفهم، كما يمكن استضافة فريق ليفربول الذى يلعب له النجم محمد صلاح للعب فى مصر لجذب انتباه عشاق الكرة فى العالم، ساعتها ستحقق السياحة الهدف المأمول وتعود لتحتل موقع الصدارة فى الدخل القومى. لمزيد من مقالات أشرف محمود