إلي من يرغبون في تذكرة بلا عودة، شابا كنت أو فتاة اخسر حياتك كما تشاء فأنت الوحيد الخاسر، أنا لست طرفا في الموضوع ، إلا من خلال سؤال تزيد دهشته بمرور الوقت وتكرار الحوادث: ماهي حقيقة هذا الإحساس الغامض اللعين الذي دفعك لأن تنهي حياتك قبل أن تقص شريط مشوارك بسبب تذكرة هيروين ؟!، وكيف ومتي تحول الحب بداخلك ليصبح مرادفا للموت؟!، وكيف تجاوزت إيمانك .. لهفة عائلتك .. حب أصدقائك؟! من لحظة للحظة .. ومن صرخة لأخري .. من صرخة تعصر القلب تستفز الآهة والشفقة وترسم جدارية الألم ومرارة الكون. فربما يعجز اللسان عن وصف ما يسمعه أو يراه هذا ما حدث مع هذه الجريمة، حيث فقدت نسمة صادق 37 سنة، وابنتها كاريمان 17 سنة حياتهما بسبب تذكرة هيروين»شمة». حيث عثر عليهما مقتولتين بطريق «القاهرةالاسماعيلية « الصحراوي في اتجاه مدينة بلبيس بالشرقية في المنطقة التابعة لمدينة العبور، في البداية لم يتم تحديد هويتهما بسبب عدم وجود أي أوراق معهما تثبت شخصيتهما، حتي قام رجال الأمن بفك هذا اللغز، حيث تبين أن الأم وابنتها مدمنتان، بالإضافة إلي إنهما تعملان مع تجار المخدرات في هذه المنطقة والتي تسمي منطقة « السحر والجمال» حيث يتردد عليها عدد كبير من المدمنين، وتقوم نسمة وأبنتها ببيع الهيروين لهم، بالإضافة إلي حقن بعضهم بالمواد المخدرة، والقيام بأعمال النظافة في مكان بيع المخدرات، وفي نهاية اليوم تحصلان علي تذكرتي هيروين، وتعودان إلي محل إقامتهما بالعاشر، بعد هروبهما من منزل أسرتهما بعد طلاق نسمة من زوجها بسبب إدمان المخدرات، وظلت الايام تسير بهما علي هذه الحال.. تقومان بمساعدة تجار المخدرات علي بيع الهيروين مقابل تذكرة هيروين» شمة» إلي أن فقدتا حياتهما بسبب هذه «التذكرة»،حيث تم قتلهما علي يد تجار المخدرات، هنا سحبت نفسا عميقا بألم شديد وكأنني أسحب شوكة من حلقي، كيف يمكن لأم أن تتجرد من كل مشاعر الأمومة، سارت في طريق الإدمان وأخذت ابنتها معها في نفس الطريق، فالحادث أليم واقسي من أن يوصف لكنه القدر، ففي إطار مسلسل الجرائم الغريبة التي نسمع عنها هذه الأيام، قد يكون الجاني معلوما، ولكن في النهاية الجريمة بشعة، فنحن أمام جريمة تم العثور فيها علي جثتى أم وابنتها فقدتا حياتهما بسبب الإدمان. وكان اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إلي قد أمر بتشكيل فريق بحث لسرعة تحديد الجناة والوصول الي أسرة الضحيتين في الجريمة حيث توصلت تحريات اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام أن الأم مطلقة ومنفصلة عن زوجها والد القتيلة الثانية منذ عامين وسبق لها الزواج أكثر من مرة وأن القتيلة الثانية لم تكمل تعليمها وتركت التعليم في المرحلة الإبتدائية. وأنهما من منطقة الزيتون بالقاهرة، وتركتا المنزل منذ 4 أشهر دون أن يعلم أحد مكانهما. وكان العميد أسامة عبد الفتاح مأمور قسم العبور تلقي بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثتين وبهما طلقات نارية متفرقة في أنحاء جسديهما بمدينة العبور. تم إخطار اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، فانتقل علي الفور اللواء علاء فاروق مدير المباحث والعميد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي وبمناظرة الجثتين تبين أنهما ترتديان ملابسهما كاملة ولم يتم العثور علي أى متعلقات شخصية تكشف عن هويتهما، كما تم العثور علي كمية من الهيروين بحوزتهما وتم نقلهما إلي المستشفي وأمرت النيابة بتشريح الجثتين لمعرفة أسباب الوفاة ، وانتداب المعمل الجنائي لمعاينة مكان الحادث، وفي البداية لم يتعرف أحد علي صاحبتى الجثتين. إلي أن تم نشر صورهما وتعرف عليهما شقيق القتيلة الأولي. فيما يواصل فريق بحث من رجال البحث الجنائي بالقليوبية والشرقية، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام واللواء محمود السبيلي مساعد مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، محاولة كشف هوية مرتكبي الواقعة حيث تم ضبط عدد من المشتبه بهم وسؤالهم حول معلوماتهم عن الواقعة وكيفية حدوثها، حيث ترجح أجهزة الأمن أن تجار مخدرات هم مرتكبو الواقعة.