اعتاد الكثيرون تداول مصطلح «الظواهر الطبيعية»، وتداول اسم الطبيعة، والعلوم الطبيعية، أو «الفيزياء والعلوم الفيزيائية»، وأطلق العلماء والباحثون عليه لقب «أم العلوم»، ويتنافى ذلك مع ما جاء فى الرسالات السماوية، والكتب المقدسة كافة، كما تختلف عن الأسماء التى علمها الله لجميع أنبيائه ورسله، ابتداءً بآدم أبو البشر- أول الأنبياء - عليه السلام، وانتهاءً بمحمدٍ - خاتم الرسل والأنبياء - صلى الله عليه وسلم، وفى حقيقة الأمر فإن الطبيعة لم تخلق نفسها بنفسها، وإنما الطبيعة هى الأكوان التى خلقها الله وصورها بكل ما فيها وما حولها بين السماوات والأرض، وجميع المخلوقات المتميزة كالملائكة المخلوقة من النور، والجن المخلوقة من النار، والإنسان المخلوق من الطين والذى ميزه الله عز وجل عن سائر مخلوقاته بنفخ روحه فيه، والحيوانات والحشرات والنباتات، والميكروبات والجراثيم، وغيرها من الكائنات الحية، ويخلق ما تعلمون وما لا تعلمون.. والأكوان جمع كون، والكون هو الوجود المطلق العام، فإذا كان الحدث على التدريج سمى ب «الحركة»، والكونان هما الدنيا والآخرة، وكما يعلم سائر المؤمنين بالله أن الوجود خلق بكلمة «كن»، وهكذا نبع الوجود من العدم.. أما الظواهر الطبيعية فهى بالقطع الظواهر الكونية الإلهية: كالظاهرة القرآنية، وعلوم القرآن الزاخرة بأسرار الكون، والناموس الإلهى، وقدرة الخالق، وقصة الخلق والمخلوقات، وأحداث التاريخ منذ آدم أبو البشر، وسير الأنبياء والرسل، وقصص الأقوام، وجميع الأحكام والشرائع السماوية التى تُعلى شأن الإنسان، وتمنحه السعادة والرضا فى الدنيا والآخرة، وهناك ظواهر كونية أخرى أشارت إليها آيات القرآن الكريم ومنها: هبوب الرياح المسخرة، وكسوف الشمس وخسوف القمر، ونزول الماء والأمطار من السماء إلى الأرض، ونقصان الأرض من أطرافها، والأرض ذات الصدع، ورفع السماء بلا عمد، وجذب الأجسام، وتجاذب الكواكب والأجرام السماوية، وبرزخ المياه بين بحرين لا يبغيان، والجَوارى الكُنَس هائلة الكتلة، والثقوب السوداء فائقة الجذب، وتنوع ألوان الجبال...، وغيرها من الظواهر الكونية المُبْهِرة، وعلوم القرآن الهائلة المتنوعة، وآيات القرآن وعلومه ليست بمعجزات على وجه الخصوص، فجميع خلق الله ومخلوقاته لها صفة الإعجاز والإبداع على غير مثال سبق، والله سبحانه وتعالى نور السموات والأرض، له أسماء وصفات يتفرد بها عمن سواه ومنها: المهيمن، والبديع، والخالق، والبارئ، والمصور، فلا مهيمن إلا الله، ولا بديع إلا الله، ولا خالق غير الله، ولا بارئ سوى الله، ولا مصور دون الله، والإعجاز فى خلق الله صفة أزلية جامعة، تشمل آيات القرآن الكريم، وجميع خلق الله ومخلوقاته، ولله المثل الأعلى. د.م. بلال محمد على ماهر أستاذ متفرغ بجامعة المنوفية