على الموسيقار أن يتحرر ويطلق العنان لأفكار جريئة تسعد الجمهور قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين تكريم أحد رموز فن الموسيقى التصويرية فى السينما المصرية الذى ترك بصمة واضحة ومؤثرة فى الأعمال السينمائية التى شارك بها بداية من أول أفلامه هيستريا والسلم والثعبان وتيتو وولاد رزق واكس لارج وإبراهيم الأبيض والفيل الأزرق وتراب الماس وغيرها من الأفلام الناجحة والمتميزة التى يستمتع مشاهدها بجرعة موسيقية متميزة. لن تسمعها إلا فى أفلامه إنه هشام نزيه صاحب المقطوعات الموسيقية لأهم الأفلام السينمائية التى حققت نجاحا فنيا وجماهيريا فى ذات الوقت فماذا قال عن تكريمه للمرة الأولى فى المهرجان؟ هذا ما تضمنه هذا الحوار. تكريمك فى مهرجان القاهرة كيف تراه خاصة أنها المرة الأولى التى يكرم فيها الموسيقى التصويرية ؟ سعيد جدا وفخور بهذا التكريم والحقيقة أنى تفاجأت كثيرا عند سماعى الخبر خاصة انها المرة الأولى التى يكرم فيها مهرجان دولى فن الموسيقى التصويرية السينمائية وسعادتى أكبر لأنها تحمل اسم الفنانة الكبيرة فاتن حمامة فهى قيمة كبيرة أثرت بفنها الراقى فى وجداننا جميعا، ويضيف لقد سبق وحصلت على جائزة من مهرجان الاسكندرية للاغنية ولكن كجائزة او تكريم عن مجمل اعمالى فتلك هى المرة الأولى لذلك فأنا أعتز بها كثيرا. لكن هل يكون الموسيقار لديه نفس شغف ورغبة الممثل والمخرج فى الحصول على تكريم؟ الجوائز مناسبة جيدة وتشعرين فعلا بنوع من التقدير والإشادة بأعمالك وهذا أمر جيد ولكن جميعنا من ممثلين ومخرجين أو مؤلفين وباقى عناصر العمل الفنى يكون شغفنا الأكبر تجاه العمل وما نقدمه حتى يظهر للجمهور بشكل جيد فهذا ما يهمنا فى المقام الأول ونسعى إليه فتنتجين وتقدمين أفلاما جيدة تنعكس بشكل كبير على مجتمعنا وواقعنا لأنها ترتقى بالذوق العام فتجدين كل شيء حولك جيدا وراقيا وأن تكونى جزءا من تلك المنظومة فهو شيء جميل. فى الفترة الأخيرة أصبح هناك اهتمام وتسليط الضوء على عناصر العمل الفنى من موسيقى تصويرية لإضاءة وديكور وملابس عن ذى قبل فما السبب من وجهة نظرك؟ لا اتفق مع ذلك فطيلة الوقت قديما وحاليا هناك اهتمام بالموسيقى فنحن من أين تعلمنا ؟ ممن سبقونا بالتأكيد، ولكن مع التقدم والتطور ظهر جيل جديد، فالفن تطور والأدوات والمناخ بصفة عامة اختلف فأصبح هناك جيل متخصص أيضا من النقاد الذين يهتمون بالكتابة والإشارة الى تلك العناصر المهمة والمؤثرة فى العمل الفنى ككل فالعقول تطورت وبالتالى الجمهور أيضا أصبح لدية وعى كبير وينظر إلى تلك العناصر بأهمية كبيرة وعلى الجانب الآخر أصبح هناك اهتمام من جانب المنتجين أنفسهم والصناع لهذه العناصر وتأثيرها الكبير فى نجاح العمل الفنى فكل عنصر لاغنى عنه فى تلك المنظومة. اتجاهك واختيارك للأصعب، وهو الموسيقى التصويرية دون تلحين الأغانى مثلا، كبداية لك فى المجال الفني؟ طيلة عمرى ومنذ صغرى وأنا أعشق السينما ومشاهدة الأفلام السينمائية وكانت الموسيقى التصويرية لأى عمل فنى تجذبنى وتثير اهتمامى بشكل كبير لذلك كان هدفى العمل فى افلام سينمائية وجاء عملى الأول هيستريا ثم السلم والثعبان ورغم ذلك قدمت أغانى وأعتز بها كثيرا فقدمت أخيرا فى الكنز وليالى أوجينى ولكن يبقى حبى وشغفى الأكبر للموسيقى التصويرية للسينما. وضعت الموسيقى التصويرية لأفلام كوميدية وأخرى أكشن ودراما.. أيهما الأصعب من وجهة نظرك ؟ بالنسبة لى أصعب شيء هو الإتقان فيما أقدمه سواء اكشن اوكوميدى أو تراجيدى فلا يوجد فرق أو قاعدة عامة فإيجاد فكرة جديدة ومختلفة هو الأصعب فداخل النوع الواحد يوجد اختلاف وقد يكون هناك فيلمان كوميديان مثلا ولكن ظروف كل فيلم تختلف عن الآخر وقد يكون هناك فيلم أصعب دراميا ومرهق وآخر تقنيته أصعب. وما هى مراحل استعدادك لأى عمل فنى يعرض عليك ؟ أول خطوة هى قراءة السيناريو وأبدأ بعدها رحلة البحث وجمع المعلومات ومذاكرة الفيلم بشخصياته جيدا وكيفية تقديم شكل وموسيقى مختلفة جديدة عما قدمته من قبل وتبدأ مرحلة التحدى بينى وبين نفسى لتقديم الأفضل وكل ذلك فى إطار جلسات عمل تجمعنى مع مخرج ومؤلف العمل للاتفاق على جميع التفاصيل التى تفيد العمل ككل. هشام نزيه اسم له تأثير كبير فى عالم الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام السينمائية المهمة، هل يضعك ذلك فى تحد دائم مع نفسك لتقديم الأفضل؟ بالتأكيد فتلك مسئولية كبيرة تضع على عاتقى، فالثقة التى منحونى إياها تجعلنى أسعى لتقديم شيء جديد ومختلف وأن أكون أكثر جرأة وتحررا من أى قيود وتشجعنى أيضا على تجريب أشكال موسيقية مختلفة وفى النهاية يكون ذلك فى مصلحة العمل الفنى. كيف يطور الموسيقى من نفسه حتى لا يضع فى دائرة التكرار والتشابه فى الألحان مثلا؟ ألا يضع لنفسه أى محظورات أو أسوار فكرية معينة فما لا أحبه اليوم قد يعجبنى بعد 5 سنوات مثلا وألا يحبس نفسه داخل أفكار معينة، لابد ان يتحرر بفكره ويطلق العنان لأفكار مختلفة جريئة واهم شيء من وجهة نظرى ألا يتردد أو يحرج من تغيير رأيه أو ذوقه. أما مسالة التشابه فلا أحد يقصد ذلك ولكن بمرور الوقت تجد نفسك لك روحا وشكلا يميز أعمالك بمجرد سماعها وهو أمر خارج سيطرتك وأمر غير مقصود أيضا. تعاونت مع المخرج طارق العريان فى السلم والثعبان وولاد رزق وتيتو، ومروان حامد فى الفيل الأزرق والأصليين وتراب الماس وجميعها حققت نجاحا على المستوى الفنى والجماهيرى فماذا تقول عنها ؟ الحمد لله .. أغلب المخرجين الذين تعاونت معهم طارق ومروان وغيرهما أعطونى مساحة كبيرة من الحرية ومن المهم أن يحدث توافق وتلاقى بيننا حتى يخرج العمل بشكل سليم وحتى إذا حدث اختلاف فى وجهات النظر مع مخرج العمل لا أرى ذلك تدخلا منه لأن العمل فى النهاية يعكس رؤيته التى يريد ان يقدمها للجمهور لذلك فهو حق مشروع له والمخرج الكبير هو من يضعك فى تناغم مع باقى فريق العمل. ماهى أكثر الأفلام القريبة لك أو التى أثرت فيك فىأثناء الإعداد لها ؟ جميع الأفلام التى أحببتها او تلك التى لم أحبها أثرت فى وعلمتنى أن أجدد وأغير وابتكر الأفضل وأنا لا استطيع ان احدد الأقرب أو الأفضل فتلك اتركها للجمهور ولكن بالنسبة لى جميعهم جزء منى واستفدت من كل تجربة منهم حتى إذا لم تكن ايجابية.