فى إحدى حلقات البرامج التليفزيونية ألقى الضوء على قضية غاية فى الأهمية والخطورة، هى قصة مأساوية خالية تماما من رد الجميل والوفاء والثناء والرحمة والعطف على أقرب الناس. بطلة تلك القصة سيدة مسنة كانت تعمل موجهة بوزارة التربية والتعليم وانتهى بها الحال إلى شقة تسكن بها وحدها، على الرغم من وجود أبناء لها ميسورى الحال ولم يفكر أحد منهم أن يأخذها لتعيش معهم آخر أيامها ليرد بذلك جزءا من جميلها عليه فقد أوصانا المولى تعالى بالوالدين فى سورة الإسراء حينما قال «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما». وصل الحال بابنة تلك السيدة إلى حبسها فى الشقة وإغلاق الباب بالقفل من الخارج مما أدى إلى استغاثة الأم من شرفة البلكونة بالجيران الذين أبلغوا البرنامج الذى قام بدوره بإبلاغ الشرطة، وقد بررت الابنة حبسها بأنها تقوم بالتسول. وإذا كانت هذه الواقعة صحيحة فهى السبب هى وأخواتها لعدم احتوائهم تلك الأم المسنة، ليس هذا فحسب بل هددت بأنها ستدخلها دارا للمسنين. هل هذا هو جزاء تلك السيدة بعد أن أخذوا مالها. إن الخواتيم ميراث السوابق ،فقد حدث أن أخذ ابن أباه إلى الصحراء ليقتله وقف عند صخرة فقال له الأب أرجوك لاتقتلنى هنا بل اقتلنى هناك عند تلك الصخرة فتعجب الابن وسأل أباه لماذا؟ فقال له الأب لأننى قتلت جدك عندها. وفى النهاية ندعو الله أن يكفينا شر أرذل العمر. لمزيد من مقالات جمعة أبوالنيل