أصبح مشهد نفوق وخروج الحيتان والدلافين على رمال شواطئ مدينة الإسكندرية متكررًا، فعلى مدار عام ونصف ظهر حوتان وثلاثة دلافين، وهو ما أثار التساؤلات حول سبب هذه الظاهرة ومدى مساهمة التغيرات المناخية والتلوث البيئى فى التأثير على الكائنات البحرية، وهو ما دأب الباحثون فى المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فرع الإسكندرية على دراسته. ومن جانبه؛ يرفض الدكتور أحمد عبد الحليم، مدير المعهد، اعتبار نفوق هذه الحيتان والدلافين وخروجهم إلى الشواطئ المصرية ظاهرة، بل يعتبرها مجرد حوادث فردية فى أماكن متفرقة، ولكنها جذبت كل هذا الاهتمام بسبب تسليط الضوء عليها والإعلان عنها عكس ما كان يظهر فى وقت سابق. وينفى «عبد الحليم» علاقة التغيرات المناخية بنفوق هذه الكائنات، فعلى عكس ما يثارأن موطنها البحر الأبيض المتوسط فهى تأتى من المحيط الأطلنطي، ولكنها غير معروفة لأنها تستقر فى المياه العميقة ولا تظهر على السواحل المصرية، مؤكدًا أن الفحص أظهر وجود كدمات فى جسم الحيتان والدلافين مما يعنى أن سبب النفوق ارتطامها بالسفن. ويضيف «عبد الحليم» إنه فور ظهور أى حيوان بحرى نافق يبلغ جهاز شئون البيئة المعهد، وعقب المعاينة يتم ملاحظة حالته إذا ما كان نافقا خلال أربع وعشرين ساعة يتم تحنيطه كاملا ووضعه فى متحف المحنطات البحرية، أما إذا ما كان قد بدأ فى التحلل ويتم حفظ هيكله العظمي. ويوضح «عبد الحليم» ان الباحثين بالمعهد قاموا بتحنيط آخر دولفين ظهر بشاطئ جليم شرق المدينة فى نهاية شهر سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أن عملية التحنيط تتم خلال شهر حيث يتم تفريغ أحشائه ثم يغطى جلده بالملح وبعض المواد الكيمائية ويترك تحت أشعة الشمس لفترة محددة ثم يحشى حتى يكون جاهزًا للعرض، ومن المقرر أن يعرض هذا الدولفين فى المتحف خلال الشهر الجاري. ويشير «عبد الحليم» إلى إنه تم أخذ عينات من الحوت الذى ظهر على رمال شاطئ منطقة رشدى شرق المدينة فى شهر يناير الماضي، والذى كان قد بدأ فى التحلل، وذلك بهدف إجراء دراسات عليه، حيث إنه من النادر أن نحصل على حوت مماثل، وبالفعل نشرت أبحاث علمية عنه، مضيفَا إنه عقب ذلك تم دفنه وتغطيته بالجير الحى فى المزرعة التابعة للمعهد بمنطقة المكس، وتستمر هذه العملية لمدة عام كامل ومن ثم يتم إخراجه وعرض هيكله.