شهدت الأونة الأخيرة زيادة واضحة فى ارتياد الفتيات المقاهى، وتدخينهن الشيشة، فيما حول الأمر إلى مايشبه الظاهرة ..والبعض خاصة هؤلاء الفتيات لايرون أن ذلك أزمة باعتبار أن الفتاة مثلها مثل الشاب، من حقها ارتياد المقاهى وأن تتناول مثله الشيشة من باب المساواة وممارسة حريتها مادامت لاتمس حرية الآخرين. هذا الرأى فى ظاهره منطق القبول، لكن فى باطنه وحقيقته جوانب لانستطيع تجاهلها، خاصة عندما نعى أن كل فتاة من المُفترض أنها ستكون قدوة تُربى وتُعلم وتكون مسئولة رُبما أكثر من الرجل عن أبناء يقدمون نموذجاً إيجابياً فى هذا المجتمع، أما ارتيادها المقاهى تُدخن فيها الشيشة، لايُقدم هذا النموذج، خاصة أن مثل هذه الأماكن ترتبط بمجموعة من القيم السلبية الأخرى التى يعلمها الجميع، وتؤكد أن أضرارها أكثر من تصوير الأمر على أنه يدخل فى إطار الحرية والمساواة . وبعيداً عن الآثار الصحية السلبية من تدخين الشيشة، فإن انتشار هذه الظاهرة يعكس خللا فى التربية والتنشئة التى تذهب بنا إلى أن نرى بعض الآباء والأمهات، يُصاحبون بناتهم وهُم يتناولون الشيشة على المقاهى ، وهو أمر يؤكد أن هناك شيئاً ما خاطئاً، يرتبط بانهيار مفهوم الأسرة أمام مفهوم الشلة، وغلبة التدليل على التنشئة السليمة وملء فراغ أوقاتهم بأنشطة ثقافية ورياضية ومجتمعية ودينية وتفعيل دور مؤسسات الدولة. إن كان الكثيرات من الفتيات رواد المقاهى مدخنى الشيشة لا يجدن حرجاً فى الأمر بإعتباره قراراً وحرية شخصية، أفلا نشعر نحن بالحرج ونحن نرى أطفالاً من بينهن يتناولون دخان الشيشة فى تفاخر وكبرياء؟! الأمر يحتاج إلى وقفة ودراسة أسباب انتشار هذه الأفكار وتحولها الى ظاهرة.. فهل نفعل؟! لمزيد من مقالات حسين الزناتى