ظاهرة تدخين البنات الشيشة أصبحت فى تزايد كبيرجدا، وفى كل المقاهي يتم تخصيص ركن للبنات حتى باتت تزاحمن الشباب فى تدخين الشيشة ولعب الطاولة, خاصة فى ليالى رمضان والأعياد.. هناك بعض الآراء ترى أنها ظاهرة إيجابية للترفيه عن البنات والعائلات وهناك من يعترض بشدة.. فما هو رأى المتخصصين فى الصحة والنفسية والتربوية. صفا الفقى خبيرة التنمية الذاتية ومرشدة أسرية تقول إن تدخين البنات الشيشة هى ظاهرة خطيرة وتهدد المجتمع.. المفترض أن الفتاة هى القدوة والمعلمة صانعة الأجيال.. أما الظاهرة فوراءها عدة أسباب: أهمها تقليد الشلة من الزميلات والصديقات حتى لا تصبح الفتاة منبوذة منهن، واللاتى يعتبرن التدخين رمزا للتحرر ومن لا تفعل فهى رجعية.. ثم الشعور بالمساواة بينها وبين الشاب كما يمارس حريته دون تدخل من أحد.. وبعض الاعتقادات الخاطئة أن تدخين الشيشة هو أقل خطرا من السجائر او أنها تخفض الوزن او تساعد على السهر، ودورالإعلام فى إظهار النجوم المفضلة من المدخنات، والرغبة فى التقليد خاصة إذا كانت القدوة هى الوالدين او أحدهما او أحد الأخوة.. بالإضافة أن بعض الأسر لاتعارض على تدخين بناتها.. وهناك بعض الدراسات أكدت أن التدخين يورث للأبناء من خلال الجينات، ومن الأسباب أيضا التدليل المفرط، توافر المال بشكل زائد، والهروب من الواقع، والتمرد على الأوامر او الشدة والقسوة المبالغة فى المعاملة، والتنشئة التربوية غير السوية، ووجود أوقات فراغ وعدم وجود هدف للفتاة فى الحياة. أصحاب السوء أما النصائح للعلاج فتبدأ بالتوعية واحتواء الوالدين خاصة الأم لبناتهما والتعرف على احتياجاتهن النفسية ومصاحبتهن، والحرص على الحوار والتواصل الفعال بما يناسب السن وكل مرحلة عمرية، والتعرف على أصدقائهن وعائلتهن وأهمية وجود القدوة الحسنة والابتعاد عن أصحاب السوء، وملء أوقات الفراغ بالاشتراك فى الأنشطة الرياضية والثقافية والمجتمعية الخدمية، وتصحيح المعتقدات الخاطئة للفتاة عن التدخين وتوضيح الأضرار الناتجة عنه عن طريق العلاج المعرفى والسلوكى، واستخدام الأساليب التربوية والتعليمية والتوجيهية السليمة غير المباشرة وتوصيل المعلومة والنصيحة - دون الإلحاح - عن أضرار التدخين على الصحة، لا للتدليل ولا القسوة او التفريق بين الذكر والأنثى فى الأسرة، وزرع الواعظ الدينى والأخلاقى، وتفعيل دور مؤسسات الدولة التربوية والثقافية والتعليمية والدينية من أجل تسليط الضوء ونشر مخاطر التدخين وآثاره السلبية الضارة على الصحة والبيئة والمجتمع وتفعيل وسن القوانين التى تعاقب المدخنين فى الأماكن العامة التى تضر الآخرين وضرورة تفعيل لائحة ممنوع التدخين فى الأماكن المغلقة وعدم القيام بتزيين أماكن التدخين فى الكافيهات او بتقديم للمراهقين. مخاطر التدخين د محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يقول قديما كان هناك ركن فى المقاهى للمثقفين وبه مكان للقراءة لأنه كان هناك قادة الفكر والثقافة، حاليا البنات ينافسن ويزاحمن الأولاد ويجلسن على الكافيهات مع الأصدقاء وممكن مع الأهل ويقول الأهل: (البنت تدخن أمامى أحسن من ورائى) تحت بنود غير منطقية, ورغبة البنات فى التطلع لتعيش دور الرجل والحرية التى يمتلكها الشباب من خلال تدخين الشيشة ولعب الطاولة وهو يعكس حالة الفراغ الفكرى والخلل القيمى والأخلاقى وفى التربية والتنشئة فى ظل غياب القدوة ودور الأب والأم عن التوجيه والإرشاد والمتابعة وانشغالهم بتوفير المأكل والمشرب ومتطلبات الحياة على حساب التربية فى ظل أبواق إعلامية ومنظمات تتشدق بالحرية المطلقة بلا ضوابط أخلاقية تحت عنوان التطور والترفيه عن المجتمع، ولكن الهدف الحقيقى هو نشر الخلل وإفساد المجتمع، وهو يتطلب بناء جسور من الصداقة الحقيقية وليست الأبوية السلطوية والتواصل الإيجابى بين الوالدين والأبناء والاهتمام بمشاركتهم فى الأندية الاجتماعية والرياضية والمنتديات الفكرية والثقافية ومراكز الشباب والأسر الجامعية هى الطريق لتجنب مخططات إفساد المجتمع ونشر التوعية بالآثار السلبية للتدخين على الشباب لأنه أصبح خطرا حقيقيا حيث تشير آخرالإحصاءات الى أن 42% من مرضى الأزمات القلبية من الشباب، كما أن التدخين يتسبب فى وفاة أكثر من 5 ملايين شخص بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان وتتوقع منظمة الصحة العالمية زيادة الوفيات الى 8 ملايين بحلول 2030. د. محمد على شلبى استشارى أمراض النسا والتوليد كلية الطب جامعة القاهرة يقول أكدت الأبحاث العلمية أن تدخين المرأة وخاصة الشيشة مخاطر صحية كبيرة على الأم و حدوث بعض التشوهات الخلقية للجنين قد تؤدى بحياتهما لا قدر الله, كما يزيد من احتمالية الحمل خارج الرحم نقص نمو الجنين ومن انفصال المشيمة وحدوث النزيف الحاد ما قبل الولادة احتمالية أكبر للإصابة بسرطانات متعددة منها عنق الرحم أمراض الجهاز التنفسى والهضمى والضغط والقلب.