شهدت الجلسة المسائية لمجلس الشعب أمس صداماً عنيفاً بين نواب الأغلبية والمستقلين بسبب قيام عدد من النواب المستقلين بمشاركة المتجمهرين من حركة 6 أبريل وكفاية أمس وهم يكيلون الشتائم لنواب الحزب الوطنى ويتهمونهم بالقتلة والمحرضين على القتل بعد أن نسب إليهم أنهم طالبوا الشرطة برمى المتظاهرين بالنار. وقد اعترض الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أمس علي قيام النائب المستقل حمدي حسن برفع لافتة علامة ضرب النار داخل القاعة. وقال سرور للنائب: أنت تحدث فتنة بين الأعضاء ولا أتصور أن نائبا من نواب الشعب يطلب من الشرطة إطلاق الرصاص علي المتظاهرين, فنواب الشعب جاءوا لحماية الشعب ولا يجوز اجتزاء كلمة لاتهامهم, وهو الأمر الذي رفضه النواب المستقلون الذين أكدوا أن ما حدث أمام لجنة الدفاع لا يمكن محوه. ووجه الدكتور سرور تحذيرا للنواب الذين يقومون بأي أعمال مخالفة خارج مبني البرلمان من أنهم سيصبحون مواطنين عاديين ولا حصانة لهم, وقد يقعون تحت طائلة القانون, وقال إن النائب يجب أن يتنزه عن الأفعال التي تخل بواجباته النيابية, وإذا فعل غير ذلك أمكن مساءلته داخل المجلس لإخلاله بواجبات العضوية. ودخل رئيس مجلس الشعب في مشادة كلامية مع عدد من النواب المستقلين الذين رفضوا هذا الحديث وقال لهم: أنا كلامي عام ولا يختلف عليه أحد, واللي علي رأسه بطحة يحسس عليها. وأكد لأحد النواب أنه لا يعرف الدستور والقانون مثله, وأن من واجبه أن يعلمه حقوقه وواجباته. وحدثت حالة من الهرج والمرج داخل القاعة حيث قام المستقلون بالخبط علي المناضد, وأعطي سرور الكلمة للنائب المستقل سعد عبود الذي اتهم سرور بعدم الحياد لعدم سماحه بالحديث للنواب المستقلين أسوة بنواب الأغلبية. ورفض سرور بشدة انتقادات عبود وعنفه عليها وقال إنه ينبغي الالتزام في الحديث وعدم التطاول عليه, وأوضح سرور أنه سمح لنواب الأغلبية بالحديث لأن الإعلام نسب تصريحات خاطئة لهم, وقال سرور إنه محايد ويقول الحق حتي لو كان علي والده. وسأل سرور عبود: هل تقبل أن زميلا لك ينشر يافطة دعاية ضد زملائه؟.. وهل تقبل أن يقوموا بتحريض الجماهير خارج مجلس الشعب.. وأكد سرور أن الموضوع به سوء تفاهم وأن نواب الأغلبية لو كانوا قد طالبوا برمي المتظاهرين بالرصاص لا يصح أن يكونوا نوابا. وعاد عبود ليؤكد أن المجلس حريص علي كرامة الدكتور سرور, وقال عبود إن نواب الوطني يتحدثون بلسان وزارة الداخلية وليس لسان الشعب المصري المطحون. وأعطي سرور الكلمة للنائب المستقل حسين إبراهيم الذي طالب بعرض تسجيل وقائع لجنة الدفاع. وطلب الدكتور فتحي سرور من المستشار سامي مهران أمين عام مجلس الشعب, تفريغ الشريط الخاص باجتماع لجنة الدفاع الذي نسب فيه طلب بعض نواب الأغلبية إطلاق الرصاص علي المتظاهرين, وقال سرور إنه سيقرأ التفريغ أمام النواب, وأمر بإرسال التفريغ إلي اللجنة التشريعية بمجلس الشعب والمختصة بشئون الأعضاء لمعرفة حقيقة ما دار بالاجتماع. وكان النائب جمال الزيني قد أعرب عن رفضه وقوف عدد من النواب المستقلين بين جموع المتظاهرين الذين يكيلون لنواب الحزب الوطني الشتائم. وكان نائب الحزب الوطني محمد نشأت القصاص قد نفي في بداية جلسة المجلس الصباحية أمس أن يكون قد دعا الشرطة إلي رمي المتظاهرين بالرصاص, كما أشارت بعض الصحف ووسائل الإعلام في تغطيتها لاجتماع لجنة الدفاع بمجلس الشعب. وأشار النائب إلي أنه نائب عن الشعب ولا يمكن أن يطلب عقاب الشعب برمي الرصاص عليه, وقال إنه لم يكن يتصور تأويل حديثه كما وصفته بعض وسائل الإعلام. وأوضح القصاص أنه طالب بتطبيق القانون علي الخارجين عليه, وأن تستخدم الشرطة حقها القانوني في الدفاع عن النفس, وأن إطلاق النار هو حالة دفاع عن النفس مكفولة للجميع, حتي لا تشهد البلاد مزيدا من سقوط شهداء الشرطة الذين هم حماة الوطن والقانون. ومن جانبه, أكد نائب الحزب الوطني عبدالرحمن راضي أنه لم يصدر منه أي حديث من قريب أو بعيد عن ضرورة ضرب المتظاهرين بالنار, وقال إن ما نشرته إحدي الصحف القومية بشأن ذلك غير صحيح, وأكد أن التظاهر حق للجميع ولابد أن يصدر بشأنه تصريح من رجال الأمن. وشدد أحمد أبوعقرب وطني علي أنه تم اختلاق وقائع لم تحدث داخل لجنة الدفاع, وانه تم تحريف كلامه وكلام القصاص لتشويه صورة الحزب الوطني, وقال إنه من واجب الداخلية أن تتدرج في استخدام القوة للدفاع عن نفسها إلي أن يصل الأمر إلي ضرب النار. وتدخل سرور ورفض استكمال حديث النواب الطالبين الكلمة في هذا الموضوع ومنهم عبدالرحيم الغول وعلي عطوة, وقال إن هناك مبدأ أقره المجلس بأن ما ينشر في الصحف يرد عليه في الصحف, وأكد أن هناك تسجيلا ومحضرا لوقائع أعمال لجنة الدفاع. ووقف النائب علي عطوة قبل نهاية الجلسة المسائية ليؤكد أن النائب القصاص كان في حالة خوف وقلق علي مصر, من أن يندس بعض المستغلين والحرامية للمظاهرات, وقال إن نواب الوطني لم تعلق يافطات عند أزمة ميليشيات المحظورة, وقال لهم: غصب عنكم سوف نعرفكم الطريق, وهو ما أدي إلي ثورة عارمة من المستقلين.