حضر وحده دون إخطار ودون خبر..أكرر حضر وحده دون إ خطار أو خبر.. وهذا حقه علينا بوصفه أحد أعمدة الحكمة السبعة التى قام عليها الكون كله.. والتى قام عليها الأهرام كدستور له منذ ولادته فى القرن التاسع عشر.. وحتى دخولنا القرن الحادى والعشرين الذى نعيش تحت مظلته الآن..أكرر حضر وحده دون إخطار ودون خبر.. بوصفه أحد أعمدة الحكمة السبعة أسوة بأعمدة الحكمة السبعة التى قامت عليها الحضارة المصرية منذ الأزل والتى قام عليها الأهرام أيضا.. منذ ولادته فى عام 1876 وحتى يومنا هذا عبر مشوار حضارى طوله 142 عاما.. «اللهم يزيد.. اللهم يبارك» كما كانت تدعو لى أمى بعد أن تنتهى من صلاة الفجر.. حتى أصبح ينافس الأهرامات الشامخات نفسها مجدا وتحضرا وخلودا.. ومن عنده كلام آخر.. فليتفضل.. من هو هذا الذى جاء وحده.. أسمعكم تسألون؟ .. ونحن نجلس فى حضرة الجورنالجى الأول الذى اسمه سليم تقلا.. فى عصر غير العصر وزمان غير الزمان..؟ إنه عمنا وتاج راسنا الدكتور يونان لبيب رزق رئيس مركز تاريخ الأهرام وصاحب سلسلة الدراسات الرائعة التى تحمل اسم: الأهرام ديوان الحياة المعاصرة.. والذى فاجأنا بحضوره إلينا ونحن فى حضرة عام 1876 عام ولادة الأهرام.. وحضرة الجورنالجى الأول الذى اسمه سليم تقلا الذى أخرج الأهرام بجلالة قدره من رحم المستحيل.. ومعنا المكتشف الأعظم الذى اسمه زاهى حواس.. الذى رحب بعمنا ومعلمنا وتاج راسنا الذى اسمه د. يونان لبيب رزق أول مؤسسى مركز تاريخ الأهرام الصحيفة وليس الهرم وأعلن بأعلى صوته ونحن من حوله منصتون: الكلام الآن لصاحب المقام ومعلمى وصاحب سلسلة كتب: «الأهرام ديوان الحياة المعاصرة» التى تعب كثيرا فى كتابتها.. فليتكلم.. ويفسر لنا لماذا أخطأ الأهرام فى أول أعداده فى أسماء وحكايات وروايات بناة الأهرامات التى اتخذها الأهرام شعارا له وعنوانا ومنارا؟ المتكلم الآن.. بعد توقف المكتشف الأعظم عن الكلام.. هو عمنا وتاج راسنا د. يونان لبيب رئيس مركز تاريخ الأهرام.. لأنه الأولى والأحق بالكلام هنا... *** يقول عمنا وتاج راسنا د. يونان لبيب رزق الذى لازمته طويلا فى حياته الصحفية.. وعملت معه فى مركز الأهرام.. والكل من حولنا منصتون بمن فيهم الجورنالجى الأول والمكتشف العظيم: ليكن معلوما لكم جميعا ان علم المصريات عندما صدر الأهرام كان لايزال يحبو وقد تأخر ذلك إلى القرن التاسع عشر.. ولايستغرب معه أن مقالات الأهرام الأولى عن الأهرامات قد حفلت بمعلومات تبينت من بعد ذلك عدم صحتها! 1 يعنى مثلا: يتحدث كاتب المقالات، وهو سليم تقلا، فى مستهلها عن أهرامات الجيزة الثلاثة، ثم ينتهى منها وقد رصد أربعة! 2 يخصص القسم الأكبر من هذه المقالات عن الهرم الأكبر، وتختلف المعلومات التى ساقها بشأنه عن المعلومات التى أصبحت بديهية بعد ذلك.. ويقول إن حجر الأساس وضعه «سوفارس» سلف الملك «شيوبس الأول» من الأسرة الرابعة، وقد استكمل بناؤه فى عهد الملك «شيوبس الثانى»، وقد استغرقت عملية البناء ثلاثين عاما! تسأل صحفية شابة: من أين حصلت يا أبو الأهرام على معلوماتك عن الأهرامات؟ عمنا الجورنالجى الأول الذى اسمه سليم باشا تقلا، يجيب بقوله: لقد استقيت معلوماتى كلها عن الترجمة الفرنسية لكتاب: «هيرودوت»، الذى تحدث عن «كيوبس» وليس «شيوبس»، كما ترجمتها أنا، وهو نفسه الملك خوفو بعد أن تم ضبط اسمه بعد كشف اسرار الهيروغليفية. يتدخل المكتشف الأعظم الذى اسمه زاهى حواس بقوله: المعلومة غير اليقينية الثانية التى قدمتها هذه المقالات متصلة بتعدد بناة الهرم الأكبر ومدة بنائه، فقد أكدت الحفريات التى أعقبت ذلك أن بانيه واحد هو الملك خوفو وأنه تم بناؤه فى عشرين عاما أو ما يقل، وهو ما لم يكن قد تم التوصل إليه وقتئذ. يعود عمنا وتاج راسنا يونان لبيب رزق إلى الحوار بقوله: فى الأعداد الأولى من الأهرام يقول سليم تقلا: إن مدة حكم خوفو تراوحت بين ستين وسبعين عاما على غير ما أثبتته الدراسات التى أعقبت ذلك أنها لم تتجاوز ثلاثة وعشرين عاما بنى خلالها الهرم الأكبر، وبينما يذكر كاتب المقال أن الهرم قد بنى فى الفترة بين عامى 3000 و2000 قبل الميلاد، فإن الدراسات التى أعقبت ذلك قد حددت أن الأسرة الرابعة التى خرج منها بناة أهرامات الجيزة قد حكمت مصر بين عامى 2680 و2560 قبل الميلاد، وتفاصيل كثيرة أخرى ليس هنا مجالها! كما افتقرت مقالات سليم تقلا أيضا للحديث عن حقيقة «أبو الهول» رغم أن شعار الأعداد الأولى من الأهرام قد تضمنت صورته. لكن كل ما جاء فى هذه المقالات عن أشهر تماثيل قدماء المصريين أن «الصنم العظيم» المدعو أبو الهول يقع إلى الجنوب من الهرم الأكبر على مسافة نحو ستمائة قدم منه وهذا الصنم من غرائب أبنية المصريين، ذلك أن الحقيقة حول هذا التمثال الشهير والعلاقة بينه وبين الهرم الثانى، هرم خفرع، لم يكتشفها الأثريون إلا من خلال الحفائر التى أجريت بين عامى 1926 و1936، أى بعد صدور الأهرام بخمسين عاما أو يزيد! *** أسأل الجورنالجى الأول سليم تقلا: يا عمنا وتاج راسنا: ألست أنت من نادى ومن خلفك جموع المثقفين المتعلمين فى مصر: أن مصر للمصريين وستظل حتى آخر الدهر.. للمصريين؟ قال: هذا صحيح.. يتدخل عمنا ومولانا د. يونان لبيب رزق بقوله لقد بحث مؤسس الأهرام الذى يجلس أمامى الآن عن دور يهودى فى بناء الأهرامات كما يدعى اليهود.. فلم نجد.. ولكن الذى وجدناه أن اليهود كانوا عبيدا وخداما للمصريين وكانوا مجرد عمال بالأجرة وبعرقهم! ولعل الأهرام كان يرد بذلك على ما تضمنته الأدبيات الإسرائيلية عن دور «يهودى» فى بناء الأهرام! بالعكس فقد حرص كاتب المقالات فى الأعداد الأولى للأهرام على أن يؤكد أن العبرانيين أجداد اليهود قد تأثروا بالمصريين فى بناء مقابر ملوكهم على شكل الأهرامات، وتشبهوا فى ذلك بعادات المصريين على حد تعبيره، وحدد فى هذا الصدد مقبرة الملك ابيشالوم، وإن كان قد رأى أنها لم تطاول بالطبع الأهرامات المصرية. ولم ينس كاتب المقالات الأولى فى الأعداد الأولى فى الأهرام أيضا فى معرض تنويهه عن عظمة الأثر المصرى أن يذكر أن أحجاره لو تم تفكيكها تكفى لبناء سور ارتفاعه 10 أقدام وسمكه قدم واحد حول جميع فرنسا! نسأل كلنا مولانا الجورنالجى الأول فى صوت واحد: من أين أخذت معلوماتك عن الأهرامات فى الأعداد الأولى من الأهرام؟ هو يقول: من بعض الكتابات الفرنسية التى أشارت إلى أن نابليون عندما كان فى مصر حسب أنه يوجد فى الهرم الأكبر، وما جاوره من أهرامات، أحجار تكفى لإقامة سور حول فرنسا ارتفاعه ثلاثة أمتار وسمكه متر واحد، وأن أحد الرياضيين من علماء الحملة الفرنسية قد أيد هذا التقرير. فضلا عن اننى كنت منحازا لفكرة أن الأهرام قد بنيت لتكون «خزانة لعلوم المصريين» التى كان يحتفظ بها الكهنة، وأنهم أرادوا من بنائها الاحتفاظ بتلك العلوم لذريتهم، فيما جاء فى مقاله الرابع. كما أن المصريين، القدماء كانوا يؤمنون بأن العلوم التى كانت عندهم فى ذاك الوقت لم تكن توجد عند سواهم قط ولا يمكن أن توجد أبدا ومخافة من حدوث طوفان على وجه الأرض مرة ثانية حصنوا هذه الأبنية وشيدوها على هذه الهيئة ليجعلوها خزانة علومهم فلا تفقد إذا حدث طوفان ثان وهذا هو السبب فى بنائها. والحقيقة التى لا يعرفها أحد اننى قد أخذت هذه الفكرة عن المؤرخ العربى عبد اللطيف البغدادى (المولود عام 1162م) والذى وضع كتابا عن مصر تحت عنوان «الافادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر« جاء فصله الرابع تحت عنوان «فى اختصاص ما شوهد من آثارها القديمة» بالحرف الواحد: «وعلى تلك الحجارات كتابات بالقلم القديم المجهول الذى لم أجد بديار مصر من يزعم أنه سمع بمن يعرفه وهذه الكتابات كثيرة جدا حتى لو نقل ما على الهرمين فقط إلى صحف لكانت زهاء عشرة آلاف صحيفة» قلنا كلنا فى صوت واحد: «قول» مائة ألف صحيفة وزيادة؟! *** يبتسم المكتشف الأعظم ابتسامة غريبة.. وهو يحاول أن يذكرنى بواقعة شهدناها معا.. عند سفح الهرم.. عندما ذهب مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مع الرئيس الأسبق أنور السادات لزيارة الأهرامات بعد عبورنا خط بارليف فى 1973 واستعادة الأرض والعرض.. قلت له: قلها للرفاق؟ قال: عندما جاء إلى مصر مناحم بيجن بعد حرب 1973 التى عبرنا فيها الهزيمة.. واسترددنا الأرض والعرض.. وراح ينظر أمامنا إلى الأهرامات وقال: إننى أكاد أرى أجدادى الذين بنوا الأهرامات! وأراد المكتشف الأعظم الذى اسمه زاهى حواس الجالس معنا الآن يومها أن يتدخل بقوله للرئيس السادات: هل تسمح لى أن أرد عليه ياريس؟ ولكن الرئيس السادات أومأ برأسه بعلامة التزام الصمت.. فهو ضيفنا.. وقال له المكتشف الأعظم يومها: دعنى أرد له الصاع صاعين.. لقد كان اليهود أيامها مجرد عبيد عند المصريين.. ولم يشاركوا فى بناء حجر واحد من أحجار الأهرامات! يتدخل عمنا المؤرخ العظيم يونان لبيب رزق بقوله: طوال عمرنا نحن السادة.. وهم العبيد كما تقول كتب التاريخ وكما يقول المؤرخون ومنهم جيمس هنرى بريستد؟ صاحب ملحمة: فجر الضمير!.. قلت: ولقد قلت كل ذلك فى كتابى «فجر الضمير المصرى» الذى لا يوجد نسخة واحده منه معى .. ولكنهم لا يسمعون ولا يقرأون!!
((..وعلى تلك الحجارات كتابات بالقلم القديم المجهول الذى لم أجد بديار مصر من يزعم أنه سمع بمن يعرفه، وهذه الكتابات كثيرة جدا حتى لو نقل ما على الهرمين فقط إلى صحف لكانت زهاء عشرة آلاف صحيفة ))