فوجئت وفجعت منذ أيام قليلة بأحد مدربي رياضة كمال الأجسام، وهو يتحدث فى برنامج تليفزيونى معلقا علي موضوع استخدام الهرمونات لبناء العضلات بقوله: «مفيش مانع من استخدام الاستيرويدز ولكن حسب استعداد الجسم، وفيه ناس كتير استعملته عدة سنوات من غير مشكلات، وأنا استخدمت مدرات البول علشان أنزل الميه من جسمى، ولكنى خسرت!!».. عند هذا الحد أغلقت المحطة، وتحسّرت علي ما وصل إليه الإعلام الصحي فى مصر، وتذكرت صيحاتى وغيرى من المهمومين بالثقافة الصحية التى تزداد تدهورا من خلال البرامج الإعلانية مدفوعة الثمن أو برامج تفتقد المعد ذا الخبرة أو الثقافة الصحية. إن الأمر جد خطير، وإننى ألفت انتباه شبابنا إلي مدى خطورة استخدام الهرمونات من أجل الحصول علي منظر لعضلات منتفخة تحت شعار «كمال الأجسام» وهو في حقيقته، هدم لهذه الأجسام، فالهرمون المقصود «التستوستيرون»، وهو هرمون الذكورة الذى تفرزه الخصية والمسئول عن ظهور علامات الذكورة عند البلوغ مثل تغير الصوت وظهور الشعر في أماكن معينة وتضخم العضلات وغيرها، وهذا الهرمون كغيره من الهرمونات يكون تحت سيطرة ورقابة الغدة النخامية القابعة فى قاع المخ، ومن هنا يأتى الخطر الداهم وقد أخبرنى د. بهجت مطاوع أستاذ أمراض الذكورة بأنه صادف عشرات من الشباب وقعوا في هذا الفخ، وأصيبوا بضمور الخصيتين نهائيا وبالتالي بالعقم نتيجة هذه الجريمة، وقد يحدث ذلك فقط بعد أسبوعين من العلاج بحقن هذا الهرمون، كما أن الكثير من المكملات الغذائية التى ينصح بها غير المتخصصين المنتشرين في المراكز الرياضية غير معلومة المصدر أو مغشوشة، مع ما قد ينتج عنه من تلف شديد في خلايا الكبد. أما عن استخدام مدرات البول بغرض التخسيس أو سحب الماء لزيادة حجم العضلات، فهى كارثة أخرى أحذر منها ،لأنها تؤدى إلي فقد أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، وما قد يحدثه ذلك من صداع ودوخة وتقلصات في العضلات إلي جانب ظهور مرض السكر في بعض الحالات، ومن هنا فإنني أحذر من استضافة غير المتخصصين للحديث عن أمور صحية، كما أطالب باختيار دقيق للمذيعين في هذه البرامج، كما أطالب نقابة الأطباء ووزارة الصحة بالتدخل من أجل وقف هذا الهزل الذى يضر بصحة المصريين. د. صلاح الغزالى حرب