النصب ليس بجديد علي الإنسانية.. فهو سلوك بشري تحركه غريزة حب المال داخل النصاب الذي يعرف أن ما يفعله شيء مشين وبغيض، إلا أنه قد اعتاده وأصبح جزء من سلوك حياته ولكن الجديد في الموضوع هو أسلوب النصب نفسه. وهذا ما عالجه الكاتب المبدع عمرو محمود ياسين في مسلسل "نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني في حلقة بعنوان "حكاية رحمة" من سلسلة حلقاته المتصلة المنفصلة. والقصة باختصار شديد أن "نديم" الشاب الوجيه هو آدمن لجروب نصب بلغة العصر، يطلب من أحد الأعضاء وهي "رحمة" أن تقوم بتمثيل دور على عضو في جروب نصب آخر هو "ياسين" وفي نفس الوقت يطلب من ياسين أن يستولي على أموال رحمه. والممتع في القصة هنا أن رحمة التي كان هدفها أن تحصل منه على 7 ملايين جنيه، تعرف من البداية بالطبع أنه موجود في الفندق ليمثل عليها دور الحب وعينه على ال50 مليون جنيه التي أوهمته أنها تملكها كي تخلصه من ديونه وتنقذه من السجن. أما ياسين فكما رسم له نديم الخطة يعتقد أن رحمه هي ضحيته، فيلح عليها لتقبل منه ال7 ملايين جنيه تأكيدا لحسن نواياه وهو في الحقيقة يقدمهم طعما ليصاد بهم السمكة الكبري. ولكن الخطة فشلت تماما بعد أن وقعا في الحب وكان هذا هو الشيء الوحيد الحقيقي الذي حدث وسط ركلات ألأكاذيب المتبادلة بينهما، علي مدار حلقات أمتعنا بها الكاتب والمخرج. وبما أن القلوب لا تعرف الكذب أبدا ولا تملك رفاهية الإختيار سواء دقت لخبير ذرة أو نصاب، فينتصر الحب وتحدث المصارحة بينهما. فيعترف ياسين لرحمه، بعد أن بتأكد من حبها له بأنه عبد الله النصاب، فتنفجر رحمة ضاحكة وتفاجئه بأنها قد خططت للأمر من البداية مع نديم، محرك البحث الأول والنصاب الأكبر، لتستولي منه علي 7 مليون جنيه. يسألها عبد الله: يعني مفيش 50 مليون؟ تجيبه: أنا ع الحديدة بس بنت ناس! عبد الله: طب اسمك إيه يا بنت الناس؟ ......: نورا. كان عبد الله سعيد جدا برغم أنها هي التي أوقعته "بالعربي كده ضحكت عليه" وقال لها: لما حبيتك فهمت أن فيه حاجات أحسن وأغني من الفلوس بكثير. واتفقا علي الزواج وأنجبا "رحمة" ولكن بعد عدة سنوات قررا العودة لمهنة النصب مرة أخري علي طريقة "ولاد الناس" كما يدعون. وهنا أصبح من الضروري جدا أن نميز بين من تربي علي القيم وسكت، ومن تشدق بها ونصب.. في عالم أصبحت للحقيقة أكثر من عشرة وجوه!. لمزيد من مقالات جيلان الجمل;