بهدف ضخ دماء جديدة قادرة على الإنجاز والتفاعل مع متطلبات المنظومة التعليمية الجديدة، أعلن أحمد صابر المستشار الإعلامى للوزارة القرار الأخير للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، بتعيين بعض القيادات واستبعاد آخرين .. لكن اللافت للنظر كان ظاهرة النفى لكل التكهنات والأنباء التى سبقت التغييرات، ثم أتى القرار الأخير للوزير ليؤكدها .. وليثار السؤال : لماذا كان النفى المسبق إذا كانت الحقيقة هى الإثبات؟ .. خصوصا أنه لا أحد ضد التغيير وضخ الدماء الجديدة والإتيان بمن هو جدير بالمنصب لاستكمال المسيرة! فى هذا السياق يأتى تعيين إيمان صبرى مديرًا عامًا للإدارة العامة للتعليم الخاص والدولي، مؤكدا للتكهنات التى أثيرت منذ أيام بشأن استبعاد عبير إبراهيم من هذا المنصب .. وهو ما نفته الوزارة فى حينه بل ووصف بيان رسمى صادر عن الوزارة هذا الموضوع بأنه عار تمامًا عن الصحة، أما الأكثر غرابة فكان إتباع الوزارة لهذا النفى بمطالبة وسائل الإعلام ب (التزام الدقة وتحرى الحقيقة قبل نشر أى بيانات لم يتم التأكد من صحتها حرصا على عدم إثارة البلبلة). فى السياق نفسه يأتى تعيين اللواء أكرم النشار مستشارًا للوزير لشئون التطوير الاستراتيجى والاستثمار، فى حين أنه كان أحد أبرز القيادات المستقيلة فى الفترة الأخيرة من منصبه كمساعد للوزير للشئون الإدارية والمالية، حيث أكد النشار حينها أنه «لن يستطيع إكمال مهمته داخل الوزارة» دون إبداء مزيد من الأسباب، وهو ما دفع البعض إلى إرجاعها إلى تقليص اختصاصاته، وهو سبب كما أكدنا فى تقرير سابق - يتنافى مع قرار سابق للوزير بتفويض «النشار» فى جزء من اختصاصاته هو شخصيا! أما الأكثر إثارة فى قرار عودة النشار، فهو ما سبق أن صرح به الوزير صوتا وصورة بأن استقالة النشار لم تكن إلا ل (ظروف صحية) .. فأين ذهبت هذه الظروف الآن ؟! مشهد التغييرات سيطر على جانب منه أيضا ما يشبه لعبة (الكراسى الموسيقية) .. ففى ديوان الوزارة كانت راندا شاهين رئيسا للإدارة المركزية للتعليم الأساسي، ثم نزلت لدرجة (مستشار ب) فى بدايات الدكتور شوقي، ثم تفرغت للحصول على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية لتتولى مكانها هناء قاسم - التى تولت القرائية لاحقا قبل مغادرتها - ثم من بعدها يتولى أكرم حسن _ الذى كان مديرا عاما للتربية البيئية والسكانية بالوزارة مديرا عاما للتعليم الأساسى .. ثم يأتى القرار الأخير ليعيد راندا شاهين لمكانها رئيسا للإدارة المركزية للتعليم الأساسي، ويدفع بأكرم حسن رئيسًا للإدارة المركزية للتعليم الثانوى والخاص والرسمى للغات خلفا للدكتور ياسر عبدالعزيز .. وتكررت اللعبة فيما يخص المديريات خصوصا (تعليم القاهرة).. حيث شغلت إيمان صبرى منصب مدير إدارة التعليم الخاص بها، ثم تمت ترقيتها مسئولا عن التعليم الخاص ولكن بديوان الوزارة هذه المرة.. والعجيب أيضا أن مديرية تعليم القاهرة هذه ستكون المآل ومكان العودة لكل من الدكتور ياسر عبدالعزيز وعبير إبراهيم، حيث أوضحت مصادرنا بالوزارة أنهما سيعودان إليها بدرجة (كبير إخصائيين) لحين البت فى مدى إمكانية إسناد إدارات تعليمية إليهما من عدمه .. كما تم نقل خالد حجازى - وهو الذى لم يمر شهران على ندبه وكيلا لمديرية التربية والتعليم بالقاهرة لشئون الإدارات- من مديرية القاهرة لمديرية الجيزة بينما انتقل الدكتور سعيد عبدالله من مديرية الجيزة إلى مديرية القاهرة!