هل انتهى عصر الدولار؟

على مدار عقود طويلة، نظر العالم للدولار الأمريكى باعتباره الملاذ الآمن.
فالاحتياطى الأجنبى للدول والدين العالمى يقدران بالدولار، والمعيار الرسمى لقياس قوة العملات فى البورصات الدولية هو الدولار، وأسعار البترول تحدد بالدولار، وتحول مع مرور الوقت إلى سلاح أمريكى فتاك يوازى فى قوته وشموخه أقوى الأسلحة العسكرية، واستند فى ذلك إلى قوة الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية واحتفاظها بمكانتها كقوى عظمى على الصعيد الدولي.
ولكن مع صعود الرئيس دونالد ترامب إلى عرش أمريكا تغيرت الأحوال، وتحول إلى سلاح لإشعال الحروب التجارية مع حلفاء واشنطن قبل منافسيها، وفرض العقوبات شرقا وغربا، وفرض عزلة اختيارية على الولايات المتحدة.
وجاءت الريح بما لا تشتهى السفن الأمريكية، فقد قررت القوى المنافسة للولايات المتحدة التضامن فى مواجهة العقوبات الأمريكية.
واجتمعت القوى العالمية على مبدأ واحد وهو «نهاية عصر الدولار».
ومع تكريس واشنطن لمبادئ الشعبوية والقومية، انتقلت العدوى إلى الصين وروسيا وتركيا وإيران بل وأوروبا أيضا، حيث وجد الجميع أنه آن الأوان لاستبدال «الورق الأخضر» بعملاتهم المحلية، فى ضربة قوية تهدف مبدئيا للالتفاف على العقوبات الأمريكية، والرد بالضربة القاضية على حروب ترامب التجارية.
فهل تنجح مثل هذه المساعى فى إخضاع الدولار؟
وهل هذه هى النهاية الحقيقية لعصر الدولار؟ أم أن كل ما يحدث زوبعة فى فنجان؟
نستعرض فى هذا الملف أهم التحديات الدولية التى تواجه العملة «الأم»، ومدى إمكانية إحلال العملات المحلية أو حتى الإلكترونية محلها.
«كل من يتعامل بالدولار فى أى مكان بالعالم، فإنه يسمح لجزء من ثروته بالانتقال إلى جيب الولايات المتحدة»
أحمدى نجاد
الرئيس الإيرانى السابق