لا شك أن الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الى روسيا كانت لها أبعاد كثيرة مهمة ليس فقط لصالح الدولتين ولكنها تعدت ذلك الى أن تشمل دعم السلم والأمن الدوليين واستقرار المناطق التى تعانى النزاعات الدولية ويلات الحروب، وكذلك المعاناة الاقتصادية والسياسية وغيرها. خاصة فى المنطقة المجاورة لمصر. وقد جاءت زيارة الرئيس السيسى لروسيا بعد زيارات دولية مهمة قام بها إلى الولاياتالمتحدةالامريكية أخيرا فى إطار حضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة مصر فيها، وفى الوقت نفسه لقاؤه قادة وممثلى قادة دول العالم من مختلف المناطق والاتجاهات, وجاءت هذه الزيارات بترتيب منظم وذكى من الإدارة المصرية لكى تقوم بدورها فى تحقيق السلم والأمن الدوليين مما يؤدى الى استقرار المناطق المتوترة سياسيا وعسكريا. وقبل زيارة الأممالمتحدة قام الرئيس السيسى بزيارة دول مهمة ومنها الصين ودول لم يزرها رئيس مصرى منذ فترة طويلة مثل إندونيسيا وغيرها من دول شرق آسيا ومن ثم تعددت الزيارات الخارجية للتنسيق مع هذه الدول للوصول الى عالم مستقر. ولا يخفى علينا أهمية زيارة الرئيس السيسى للعلاقات المصرية الروسية مباشرة خاصة بعد أن استقرت الأمور فى مصر بعد ثورة 30 يونيو ومحاولة إسقاط المنطقة العربية من خلال دعم غربي. وقد ظهر استقرار مصر بمجموعة من الخطوات الاقتصادية والعسكرية ومنها تنوع مصادر السلاح والاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية ودعم البنية الأساسية من طرق وكبارى ومشروعات لتحقيق التنمية وخفض نسبة البطالة وكذلك الاهتمام الواضح المخطط فى التعليم والصحة وغيرها مما يساعد على الإسراع فى تحقيق التنمية المستدامة 2030 التى تسعى اليها مصر بكل جدية وأمانة لتحقيق مصلحة المواطن المصرى واستعادة مصر حقيقتها الحضارية وموقعها الاقتصادى فى العالم. ومن أهم هذه المشروعات الاهتمام بالدولة الرقمية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لإنجاز مزيد من النجاح والتقدم فى الحياة العامة فى مصر سواء كانت فى المشروعات الاستثمارية الاقتصادية أو كانت فى مجال الخدمات مما ييسر الإسراع بتقديم الخدمات للمواطن المصرى والارتفاع بمستوى معيشته. وفى الاتجاه نفسه جاءت زيارة الرئيس لروسيا تتويجا لما تقوم به مصر من أجل التقدم والتنمية وقد ظهر هذا بداية من وصول الرئيس السيسى الى روسيا وحفاوة الاستقبال التى استمرت خلال رحلة الأيام الثلاثة سواء من خلال اللقاءات الودية فى موسكو وفى مدينة سوتشى الساحلية التى التقى فيها الرئيس الروسى بوتين. وجدنا فى المحادثات المصرية سواء مع روسيا أو الصين او دول شرق آسيا، التركيز على التعاون فى المجالات الاقتصادية والفنية والتعليم والتدريب الفنى وهو أساس التنمية ثم تأتى بعد ذلك المشكلات السياسية ومحاولة الوصول الى طريق للاستقرار وكيفية الوصول الى تسويات سلمية لهذه المشكلات السياسية. وبمراجعة أهم النقاط التى تمت مناقشتها نجدها فى التعاون المصرى الروسى فى مجال الطاقة المتجددة وهو المجال الذى تسعى لتحقيقه كل دول العالم المتقدمة لأنه مستقبل الطاقة والإنتاج. هذا علاوة على الاتفاق المصرى الروسى لوضع الخطط التنفيذية لبناء محطة الضبعة النووية ودعم المجالات التجارية بين البلدين، وكذلك المنطقة الصناعية فى منطقة قناة السويس والدعم الاقتصادى لمنطقة شرق التفريعة وبورسعيد مما يؤمن نحو 35 ألف فرصة عمل جديدة لأبناء مصر. ومن الواضح أن التخطيط لهذه الزيارة يدل على عمق العلاقات بين البلدين واحترام وتقدير متبادل ومن المؤشرات الواضحة أن بدء زيارة الرئيس السيسى فى موسكو ولقاءه مع المؤسسات السياسية والاقتصادية والتنفيذية والتجارية وغيرها وانتهت بلقاء ودى وعملى مع الرئيس الروسى بوتين, يدل على أن هذه الزيارة لم تكن تهدف الى لقاء الزعيمين بل كانت تهدف الى لقاء البلدين لمزيد من التعاون وتحقيق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال التنمية والسلم والسلام عن طريق التعاون بين البلدين فى مجالات الاقتصاد والتبادل التجارى والاستثمار والقطاع السياحى ودعم الصناعة بما يحقق مصالح الدولتين لمواجهة التهديدات الدولية والأطماع الاستعمارية. لمزيد من مقالات د. نبيل أحمد حلمى