تظاهر أمس آلاف المواطنين البريطانيين فى العاصمة لندن فى إطار مسيرة «التصويت الشعبي» أمس ضد قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو ما يعرف ب«البريكست» بمشاركة عدد من المسئولين والمشرعين والمشاهير بعد ساعات من إعلان عن اقتراب إنهاء الاتفاق على الخروج البريطانى بنسبة 90%. وتدفق المتظاهرون الذين قدر عددهم بنحو 100 ألف متظاهر من عدة أنحاء بالمملكة المتحدة إلى لندن حتى تجمعوا أمام ساحة البرلمان، للدعوة لإجراء استفتاء جديد حول نتائج مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ووصف المنظمون المسيرة بأنها أكبر وأهم مظاهرة من نوعها. وأكد عدد من أعضاء البرلمان من جميع الأحزاب السياسية الرئيسية، دعمهم للمظاهرة بينما أعلن نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال السابق الذى قاد حملة المطالبة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تنظيم مسيرة أخرى مؤيدة للبريكست فى وقت لاحق. وذكرت مصادر مطلعة أن عمدة لندن صديق خان، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب السياسية الرئيسية، كانوا من بين الذين ألقوا خطبا فى ساحة البرلمان حيث أكدوا أنه لا يوجد شىء أكثر تمثيلا للديمقراطية من وضع الثقة بالشعب ليقول كلمته الأخيرة بشأن مستقبل البلاد. وصرح سير فينس كيبل زعيم الحزب الليبرالى الديمقراطى بأن المسيرة هى تعبير عن غضب الشباب من أن مستقبلهم قد أهدر بدون داع ،كما أنه دليل على الإدراك المتنامى بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ليس حتميا. وقام المتظاهرون بعمل دمية تشبه شخصية فاراج وحملوا العديد من اللافتات المؤيدة لعدم الخروج من الاتحاد. وحذر مؤيدو البقاء فى الاتحاد من أزمة وشيكة، عندما يضطر المشرعون للتصويت بشأن أى اتفاق يتم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبى من جانب رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أنها تقدمت بدعوة عبر موقعها على الانترنت ،لمطالبة الشعب بالإدلاء برأيه وجمعت حتى الآن ما يقرب من مليون توقيع مؤيد للبقاء فى الاتحاد. وكشفت صحيفة «الجارديان» أن جهة إعلانية مجهولة تسمي«89 أب» دفعت 250 ألف استرلينى للترويج لحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتشجيع الناخبين على معارضة اتفاق البريكست. وطالبت الناخبين بالتوجه لممثلى الأحزاب فى كل منطقة يمثلونها للضغط عليهم وفتح الباب لاستفتاء جديد. وكانت ماى قد استبعدت هذا الأسبوع مرة أخرى إجراء استفتاء ثان فى البرلمان، مذكرة نقادها المؤيدين للاتحاد الاوروبى بأن 17٫4 مليون شخص صوتوا لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي. وكان ميشيل بارنييه كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى قال أمس الأول، إن اتفاق الخروج انتهى بنسبة 90%، وإن ظل احتمال عدم إبرام اتفاقية قائما بسبب العقبات المتعلقة بالحدود الأيرلندية. وعبرت ماى وغيرها من زعماء الاتحاد الأوروبى الخميس الماضي، عن الثقة فى قدرتهم على إبرام اتفاق للانفصال.