تنتهى احتفالات نصر أكتوبر، وتبقى الدروس المستفادة منها نبراسا وهادياً للأجيال القادمة وتكريساً لثوابت وطنية لا يمكن أن تهتز أو تتغير، فالنصر فى أكتوبر لم يتحقق الا بمخطط شامل تعاونت فيه كل أذرع القوة الشاملة للدولة المصرية «شعب وجيش وسلطة»، فكان هناك هدف استراتيجى تسعى مصر إلى تحقيقه، وهو استعادة سيناء إلى حضن الوطن بعد هزيمة يونيو 67، ولتحقيق هذا الهدف كان الإعداد الجيد للقوات بالتسليح طبقاً للإمكانيات المتاحة، والاختيار الجيد للقيادات بمعايير الكفاءة والقدرة والتأهيل مع امتلاكهم القدوة الحسنة لمرؤوسيهم والإعداد الجيد للمقاتل من الناحية التدريبية والمعنوية بشكل علمى وعملى بالجهد والمثابرة والصبر وقوة التحمل بلا كلل ولا ملل، والدراسة الجيدة لطبيعة المهمة القتالية وأنسب أسلوب لتحقيقها، والإعداد الجيد لمسرح القتال، والسعى الى تحقيق الهدف مهما تكن التضحيات، وقبل أن يكون أمام الرجال سلاح، كان خلفهم شعب لملم جراجه، وتوحد وصمد بالعمل والقلب واللسان.. الأهداف كان ظاهرها العبور واستعادة الأرض وباطنها العبور من الهزيمة الى النصر، وفى عقول وقلوب أبناء الشعب عبور بالوطن من التخلف إلى التقدم، ومن الفقر إلى الرخاء، ومن الذل والهوان، إلى العزة والكرامة اليوم تعبر مصر إلى مكانتها المستحقة.. إلى الرقى والتقدم بسواعد أبنائها فى مواجهةعدو يتربص بها فى الداخل والخارج يسعى إلى تركيعها، ولكن تبقى إرادة شعب مصر بكتلته الصلبة الحاكمة والمتحكمة وقياداته الواعية، هى صمام الأمان لتحقيق النصر والعبور بمصر إلى المستقبل بإذن الله، وإلا ماذا سنقول لشهداء الوطن يوم أن يختصموننا أمام الله الواحد القهار عندما يسألوننا عما فرطنا ؟ فقد عبروا بقوة السلاح وضحوا بأرواحهم وما زالوا. وسيثبت المصريون أنهم قادرون على استكمال المسيرة إلى التقدم والرخاء. محمد يوسف شعيشع لواء بالمعاش الإسكندرية