في السيرة المشرفة زاد روحي وأخبار ومواقف تثري الحياة الإنسانية, ومثلما ألهمت سيرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الشعراء والكتاب, فأبدعوا شعرا ونثرا يعد علامة في تاريخ الأدب العربي, حفزت الباحثين شرقا وغربا علي العكوف عليها ودراستها فظهرت مجموعة من الدراسات التي تطرقنا اليها في الحلقة السابقة. واليوم نستكمل رحلتنا مع كتابة السيرة بأقلام المستشرقين ومسيحيي الشرق فنستكمل حديث د. إبراهيم عوض عن السيرة التي ابدعها المسيحي اللبناني نصري سهلب وقلم المصري نظمي لوقا, ثم ننتقل لآخر صفحات هذا الملف الذي بدأناه في شهر رمضان لنتوقف أمام المأثور الشعبي الذي ابدعه الوجدان الجمعي المصري ولايزال حتي اللحظة زادا لكل المصريين.. نتوقف أمام أعمال فلكلورية تغني بها المداحون والمبتهلون ووظفها الراوي الشعبي في حكايات شكلت وجدان أبناء الشعب ومثلت واحدا من أهم منابع ثقافتهم الدينية. فنون ومعارف يتداولها المصريون ويطوعونها وفقا لمتطلباتهم ورؤية الجماعة, نتعرف علي موروث تجسده المعارف العامة التي يندرج تحتها الشعر الشعبي, والحكاية والمثل واللغز, والنادرة والأحاجي والسير والمدائح والموسيقي وأغاني العمل والأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية, والطقوس والعادات والتقاليد والرموز الرقمية والألوان والحرف والصناعات التقليدية والفنون الشعبية التي ارتبطت بسيرة رسولنا الكريم. نرصد بعضا من هذه الجوانب مع المتخصصين في محاولة لفهم الموتيفات الثقافية المتداولة بين الناس, والتي ارتبطت بالبعد الديني في حياتنا في محاولة لإنعاش الذاكرة واستعادة مواقف وأخبار من السيرة العطرة رسخت في نفوس المصريين, وامتزجت مع كل العناصر الأصلية التي شكلت الهوية الخاصة والمتميزة لشعب مصر علي مر العصور.. وأخيرا نرجو أن نكون قد وفينا بعهدنا الذي قطعناه علي أنفسنا مع مولد هلال شهر رمضان وكل عام وأنتم بخير