كل شيء فى هذا الكون قابل للبيع إلا الشرف والوطن، فالأوطان لا تباع بكنوز الدنيا، لكن يمكن أن نشتريها حتى لو كان الثمن أرواحنا، أقول هذا بمناسبة خبر نشرته صحيفة إسرائيلية عن نية الإدارة الأمريكية تقديم 6 مليارات دولار للفلسطينيين مقابل العودة لطاولة المفاوضات. بالطبع المبلغ ليس مقابل قبول التفاوض، بل للتنازل عن قضايا أساسية أهمها القدس واللاجئون، باختصار بيع الوطن والتنازل عنه للإسرائيليين. أى فلسطينى أو عربى شريف لن يقبل هذه الصفقة، ولو بأضعاف المبالغ المعروضة لأنها لا تساوى ذرة واحدة من تراب فلسطين. هناك ثوابت لا تقبل الابتزاز أو المساومات ولا يتغير بتغير الأنظمة السياسية أو الرؤساء، لكن يبدو أن الإدارة الامريكية الحالية تترجم كل شيء إلى لغة الأرقام، متصورة أن ما تعرضه على الفلسطينيين سوف يغريهم لقبول الأمر الواقع. ورغم كل المعطيات الحالية فيما يخص القضية الفلسطينية، والتى تبعث على الاحباط، فإن التاريخ علمنا أنه لا يضيع حق وراءه مطالب. ستبقى فلسطين الصامدة الصابرة وعاصمتها القدس رمزا للتحدي، وللحق الذى لم ولن يضيع مهما يطل الزمن، فأى إجراء تتخذه الإدارة الأمريكية لن يطمس التاريخ ومبادئ القانون الدولى والأعراف والمواثيق الدولية، وسيأتى اليوم الذى يعود فيه الحق لأصحابه. أما الفلسطينيون فأبواب الأمل مازالت مفتوحة مهما يحاول الطرف الآخر إغلاقها، وهناك قنوات سيلجأون لها من أجل الدفاع عن قضيتهم، رغم الضغوط الشديدة التى يتعرضون لها على المستويين السياسى والاقتصادى، خاصة حجب المساعدات الأمريكية عن الاونروا، وكالة الأممالمتحدة لإغائة اللاجئين الفلسطينيين، كوسيلة ضغط على الفلسطينيين، أو غلق مكتب المنظمة فى واشنطن. لمزيد من مقالات نادية منصور