فى انتصار جديد للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أدى بريت كافانو اليمين الدستورية، كعضو فى المحكمة العليا، وذلك بعد أن أثار الجدل بسبب الاتهامات التى لاحقته بسوء السلوك الجنسي، وتسبب أيضا فى حالة من الاستقطاب والمظاهرات المؤيدة والمعارضة لترشيحه. وعلى الرغم من أن كافانو 53 عاما أدى اليمين فى مناسبة خاصة وهادئة مساء أمس، وذلك بعد وقت قصير من تصويت متقارب لمجلس الشيوخ على عضويته، بأغلبية 50 إلى 48 لمصلحة مرشح ترامب، فأن مظاهرات اندلعت خارج مبنى المحكمة العليا ضد تعيينه تحمل شعارات «عار عليك». وقبيل التصويت على تعيين «كافانو»، اعتقلت الشرطة الأمريكية متظاهرين تجمعوا على بعد أمتار من مدخل مبنى «الكابيتول» حيث مقر الكونجرس، بالرغم من الطوق الأمنى الذى أغلق المنطقة المحيطة بالمبنى حيث تمكن نحو 150 شخصا من أصل2000 متظاهر، معظمهم من النساء، من اختراق العوائق التى تم وضعها خارج المبنى الذى صوت أعضاء مجلس الشيوخ. وهتف المتظاهرون ضد «كافانو» كما رفعوا لافتة ضخمة على الجهة الشرقية للمبنى المواجه لمبنى المحكمة العليا كتب عليها «نوفمبر اقترب»، فى إشارة إلى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة فى 6 من الشهر المقبل. وتوقع الخبراء أن تكون نتيجة التصويت51 صوتا لمصلحة «كافانوه» مقابل 49 صوتا ضده لكن يبدو أن الدائرة المحيطة بالرئيس ترامب تمكنت من إقناع أحد أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين بالامتناع عن التصويت، وهو ما يؤكد النتيجة التى أسفر عنها التصويت الإجرائى الجمعة الماضية بعد تراجع عدد من الأعضاء عن تغيير رأيهم فى التصويت لمصلحة مرشح المحكمة العليا. وجاء ذلك بعد حسم الأعضاء الذين ترددوا فى منح أصواتهم «لكافانو» أمرهم، باستثناء عضو واحد فقط، ما رجح كفة القاضى الأمريكي.وكان هذا الاستثناء هو ليزا موركوفيسكي، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية ألاسكا، التى قالت: «كافانو» رجل صالح، لكنه ليس الرجل المناسب للمحكمة فى الوقت الحالى لأنه أصبح من غير الممكن تفادى «الظهور بشكل غير لائق». ترامب يرفع يده معبرا عن انتصاره فى معركة المحكمة العليا [صورة من أ.ف.ب ] ولم يكن تصويتها ب«لا» مؤثرا على موقف «كافانو»، إذ عوضه تصويت العضو الديمقراطى جو مانشن «بنعم» لمصلحة الترشيح، وهو العضوالذى يواجه صعوبة بالغة فى الفوز فى انتخابات التجديد النصفى فى ولاية غرب فيرجينيا المعروفة بولائها للجمهوريين، والتى فاز فيها «ترامب» فوزا ساحقا فى انتخابات الرئاسة. و قد توالت ردود أفعال كبار قادة الكونجرس على تعيين كافانو، حيث وصف ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ تعيين المرشح المثير للجدل بأنه يعيد الحماس إلى القاعدة الانتخابية لحزبه. ومن جهتها، أشارت نانسى بيلوسي، زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى إلى أنها ستستخدم قانون حرية تداول المعلومات من أجل الحصول على تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بي. آي» فى الاتهامات الموجهة ضد «كافانو» بالاعتداء الجنسي. وأشارت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى أن ترامب يسيطر الآن على المحكمة العليا بعد فوز المرشح الثانى له بعضوية المحكمة. وكان «ترامب» قد رشح «كافانو» فى التاسع من يوليو الماضى ليكون قاضيا بالمحكمة العليا، محل القاضى أنتونى كينيدى الذى قرر التقاعد إلا أنه بمجرد إعلان ترشيحه واجه اتهامات بالاعتداء الجنسي.