- الرئيس الأمريكى يتهم الملياردير اليهودي سورس بتمويل الاحتجاجات.. والقاضى المحافظ يقترب بقوة من المنصب - زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ يعتبر معركة تعيين كافانو "نداء للاستفاقة" قبل انتخابات الكونجرس هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، متظاهرات احتشدن في واشنطن ضد القاضى المحافظ بريت كافانو، مرشحه لعضوية المحكمة العليا، وتحدثن عن معاناتهن من التحرش الجنسي، حيث وصفهن بأنهن "محترفات مأجورات" يمولهن الملياردير اليهودى الليبرالي جورج سوروس. وقال ترامب فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» إن المتظاهرات "محترفات مأجورات هدفهن فقط جعل أعضاء مجلس الشيوخ يبدون في مظهر سيئ. لا تقعوا في الفخ". وتابع: "أنظروا إلى اللافتات المتطابقة والمصنوعة بحرفية بتمويل من سوروس وغيره"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويبدو أنّ ترامب سعى من خلال الإشارة إلى جورج سوروس، الذي دعم في السابق حركات مؤيدة للديمقراطية حول العالم كما دعم الحزب الديمقراطي الأمريكي لسنوات، إلى حشد مزيد من التأييد وشد عصب القاعدة المسيحية المحافظة الداعمة للرئيس. ويصف كبار المحافظين الملياردير اليهودي بأنه شخصيّة تعمل وراء الكواليس لدعم الحركات الليبراليّة والتقدّمية وهي انتقادات أجّجت اتهامات مضادة بمعاداة السامية. وعاد متظاهرون للتجمّع أمام مقرّ الكونجرس، أمس، غداة اعتقال أكثر من 300 شخص بينهم الممثلة الكوميدية إيمي شومر قريبة زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وعارضة الأزياء إميلي راتاكوسكي، قبل أن يطلق سراحهم في وقت لاحق. وجاءت تصريحات ترامب بعدما بات تثبيت كافانو في المحكمة العليا شبه مؤكّد، بعد نيله دعمًا أساسيًا من السيناتورَين الديمقراطي جو مانشين والجمهوريّة سوزان كولينز اللذين أعلنا أنّهما سيُصوّتان لصالح القاضي المحافظ، الأمر الذي سيُشكّل نصرًا سياسيًا مهمًا للرئيس الأمريكى قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. ووافق مجلس الشيوخ، فى وقت سابق، في تصويت أوّلي، وبفارق ضئيل (51 صوتًا مقابل معارضة 49)، على المضيّ قدمًا في إجراء تصويت نهائي على تثبيت كافانو، الذي سيجري خلال ساعات. وسارع ترامب إلى الترحيب بنتيجة التصويت الأوّلي الذي يضع المحافظين، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فوز سياسي كبير. وقال الرئيس الأمريكي إنه "فخور جدًا بتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي ب(نعم) على المضيّ قدمًا بترشيح القاضي بريت كافانو". وعلى الفور، هتف ناشطون يُعارضون تثبيت كافانو في المحكمة، قائلين "عار عليكم". وكان رئيس لجنة القضائية في مجلس الشيوخ الجمهوري تشاك جراسلي اتّهم قُبيل التصويت الأوّلي، الديموقراطيين بإعداد مخطّط لهزيمة كافانو بتمويل من "مجموعات يساريّة". ويصر الجمهوريون على رفض اتهامات باعتداء جنسي وبتحرش وجهتها ثلاث نساء لكافانو تعود لثمانينات القرن الماضي، كما يرفضون اتهامات الديمقراطيين لكافانو بالكذب في شهادته أمام لجنة الكونجرس. لكنّ الديموقراطيين واصلوا انتقادهم للتحقيق الذي تولاه مكتب التحقيقات الفيدرالي( إف.بى.آي) للنظر في الاتهامات الموجهة لكافانو وبخاصّة اتهامات الاستاذة الجامعية كريستين بلازي فورد لكافانو بأنه حاول اغتصابها قبل 36عاما. ويصرّ الجمهوريّون على أنّ التحقيق لم يجد أدلّة تُثبت الاتهامات بالاعتداء الجنسي، فيما ندد الديمقراطيون بالتحقيق بوصفه غير مكتمل وخضع لقيود من البيت الأبيض. من جانبهم، اعتبر محامو كريستين أن التحقيق الإضافي غير مرضٍ وقالوا في بيان إن "تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي لم يتضمن مقابلة الدكتورة كريستين والقاضي كافانو ليس تحقيقا ذا مغزى". بدوره، قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل إن المعركة التي أُثيرت حول تعيين كافانو تعتبر "نداء للاستفاقة" قبيل الانتخابات، مؤكدا أنه سيستخدم تلك المعركة لتذكير الجميع بأهمية الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ، بحسب صحيفة "ذا هيل". من جانبها، دعت السيناتورة الديمقراطية كامالا هاريس، ضحايا الاعتداء الجنسي إلى عدم الشعور بالاحباط في حال تم تعيين كافانو في المحكمة العليا، وقالت على حسابها على "تويتر": "نحن نسمعكم ونراكم وسنمنحكم الكرامة. لا تدعوا تلك العملية تجبركم على الصمت"، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية. وفي حال فوز كافانو في التصويت النهائي، سيضمن المحافظون لعقودٍ، غالبيةً في المحكمة التي تضم 9 قضاة يشغلون منصبهم مدي الحياة، ولا يسمح بتغيير رئيس المحكمة أو القضاة المعاونين إلا في حالة الوفاة، أو التقاعد، أو تقديم الاستقالة أو الإدانة. وتتولى المحكمة التحقق من دستورية القوانين وتفصل في أكثر النزاعات الشائكة في المجتمع الأمريكي مثل الحق في الإجهاض وعقوبة الإعدام وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وزواج المثليين وحماية البيئة.