فى الثانية من ظهر هذا اليوم قبل 45 عاما دكّ الطيران المصرى الطائرات الإسرائيلية فى مطاراتها على الأرض، وفى التوقيت نفسه أزاحت المياه خط «بارليف» محطمة أكبر ساتر ترابى يمنع العبور شرق القناة، لتعلن ساعة الصفر بانطلاق حرب أكتوبر 73، التى لم تنل حقها السياسى أو الإعلامى حتى الآن. فى ذلك اليوم، كانت روح أكتوبر تسيطر على الجميع مدنيين وعسكريين، فلم تسجل أقسام الشرطة حادثا واحدا لسرقة، أو شجارا بين طرفين، وإنما كانت قلوب المصريين مجتمعة على هدف واحد النصر أو الشهادة. وهكذا صنع نصر (أكتوبر 73) وتمكنا من عبور قناة السويس فى ست ساعات، وعادت سيناء إلى حضن الوادى بعد أن رويت بالدم والعرق. اليوم نحن أحوج ما نكون لاستدعاء هذه الروح، لتحقيق العبور الاقتصادى الذى نخوضه الآن، حتى يتحقق الرخاء والاستقرار فى أنحاء البلاد. وذلك لن يحدث إلا إذا عمل الجميع فلاحين وعمالا وموظفين وتجارا، وقادة وإداريين، بنفس تلك الروح لنحارب بها جشع التجار فى الأسواق. ونقضى بها على الإهمال فى مؤسسات الدولة، ونحول بها الصحراء إلى ساحات خضراء والعشوائيات إلى مدن حضارية. وقبل ذلك كله نستعيد بها الانتماء ووحدة الهدف وإخلاص الضمير، بدلا من الجحود والتشتت، وتفضيل المصلحة الخاصة فى ظل انفلات الأخلاق وانهيار المبادئ الذى لم نعرفه من قبل. إن ذلك كله لن يتحقق إلا بعودة روح أكتوبر، التى صنعت ذلك اليوم الذى لا ينسي. [email protected] لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل