تكلفة المشروع 468 مليون جنيه.. والجهة المالكة «محافظة القاهرة» التكدس المرورى ونقص الأماكن المخصصة لانتظار السيارات سبب رئيسى فى الاختناق المرورى الذى تعانيه العاصمة، ومن بين الحلول التى تلجأ اليها الدولة إنشاء جراجات متعددة الطوابق فى المناطق التى تشهد كثافات عالية لحركة السيارات وتحتاج الى أماكن انتظار لوجود مجمعات خدمية وأندية رياضية وعيادات وأسواق ومولات تجارية، ومن هذه المناطق مصر الجديدة التى تشهد خلال الأيام القليلة المقبلة افتتاح أول جراج آلى متعدد الطوابق يعمل بالتقنية الذكية بمصر، وأحد أكبر الجراجات الذكية بالعالم حيث تصل قدرته الاستيعابية إلى 1700 سيارة يوميا، وتستغرق عملية الركن ما بين 3 دقائق إلى 5دقائق، والمشروع تملكه (محافظة القاهرة (بالتعاون مع «شركة جراج روكسي» المطور للمشروع. فى السطور القادمة نزور موقع الجراج لمتابعة المشروع ونعرض آخر ما وصلت اليه التجهيزات والإنشاءات استعدادا لدخوله الخدمة. وبدأ فريق الاهرام جولة داخل الجراج منذ دخول السيارة الجراج حتى تسلم السيارة وخروجها بأمان. فى بداية مشوار دخول السيارة الجراج قبل الدخول هناك بوابات مرور تسحب منها كارت الجراج المميكن لتفتح البوابة وتصرح بدخول السيارة وقبل الدخول هناك لوحة استرشادية لتوجيه السائق والتنبيه عليه فى أشياء مهمة يجب اتباعها، وهناك شاشة عرض صغيرة تسمى المونيتور يقف أمامها صاحب السيارة ويضع رخصة القيادة لتسجيلها ثم تبدأ السيارة فورا رحلة الصعود داخل الجراج الآلى المكون من أربعة طوابق وعندما تصعد السيارة بالمصعد المتحرك هناك روبوت مستطيل على مربع مساحة الأرض مزود بأربعة حساسات ويطلق عليه المترو ترانس وذلك خصيصا لإحكام السيارة والتأكد من سلامتها والكشف عن الأماكن الفارغة والمشغولة داخل الجراج ولتحديد المكان المخصص للركنة وتدخل السيارة فى المكان المخصص المناسب لها وكل شيء داخل الجراج يعمل آليا ولا يوجد أى تدخل بشري. يوجد داخل الجراج غرفة تحكم بها من 3 إلى 6 ستستم و كل سيستم يحتوى على كونترول بانل نتحكم بوحدة خاصة به وهناك مصعد متحرك للسيارة مترو ترانس ومصعد ثابت والروبوت السطحى لإحكام السيارة . وعند عودة قائد السيارة لتسلمها يقوم باستدعاء سيارته من خلال الكارت المميكن من امام شاشة المونيتور الذى سبق واستخدمها فى دخول سيارته ثم يتوجه إلى المكان المخصص للدفع و تقديم الكارت لتحديد وقت أو ساعات ركن السيارة وحينها تهبط السيارة من خلال المصعد المتحرك لتخرج بسلام وتسلمها السائق. وعلى الجانب الآخر استطلعنا آراء بعض اهالى المنطقة المحيطة بجراج روكسى عن أهمية الجراج وهل وجوده حل أزمة عشوائية الركنة والزحام المرورى الشديد المحيط بالمنطقة فيقول أحد ساكنى العمارات التى تطل على الجراج يدعى محمد بركات موظف بإحدى الشركات الخاصة انه بالفعل سيحل أزمة كبيرة فى إيجاد أماكن لركنة السيارات كما قامت محافظة القاهرة بتجميل ودهان جميع عمارات المنطقة لتتناسب مع الشكل الجمالى للجراج وايضا تجديد ساحة وكازينو وسينما غرناطة التى تقع خلف الجراج مما اسعد اهالى المنطقة. ويلتقط أطراف الحديث صاحب محل بيع أدوات للسيارات بشارع بطرس غالى يدعى الحاج سمير عيد ويشرح أن المنطقة مكتظة بالسكان والمحلات وكان لا يوجد أى مكان آدمى لركنة السيارات وكانت الساحة التى بنى عليها الجراج الآن ساحة عشوائية الأتوبيسات النقل العام والسرفيس والخناقات المتواصلة لذلك فكرة الجراج ممتازة وجديدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط. وصف الجراج يقول المهندس محمود فراج المسئول عن تصميم وتنفيذ مشروع جراج روكسى الذكى أن الجراج يتكون من 4 أدوار مرحلة أولى 5 آلاف متر مربع و300 متر به من 3 إلى 6غرف تحكم ومصعد ثابت ومصعد متحرك وروبوت، عند تسلم السيارة يحضر للكاشير «خزينة دفع الرسوم» ثم يقدم الشخص الكارت للمسئول، ويقوم بدفع المبلغ المطلوب ثم يقوم بملء بيانات الكارت للتأكد من الدفع، وفى نهاية الرحلة يتوجه إلى الشاشة «المونيتور» للحصول على تصريح لخروج السيارة. الكهرباء والحريق وقال إن المشكلات التى يمكن أن نواجهها تتضمن انقطاع التيار الكهربائي، وتم حلها بتوصيل الكهرباء من مصدرين مختلفين، والمشكلة الثانية هى احتمال حدوث حريق وواجهناها بتشغيل نظام اطفاء متطور وأدوات إطفاء اتوماتيكى وحساسات وكاميرات مراقبة. حق الانتفاع BOT فى البداية يوضح اللواء مهندس هانى سمير شنيشن مدير مديرية الإسكان والمرافق بمحافظة القاهرة والمسئول عن تنفيذ المشروع إن الجراج ينفرد بأنه لا يوجد به أى عامل بشري، كما أنه الأول من نوعه على مستوى دول الشرق الأوسط، لذلك فهو نموذج يحتذى به، ويقع على مساحة بنائية 10000م2 تحت سطح الأرض بإجمالى مساحة 40000م2 وعدد أدواره 4 طوابق كلها تحت سطح الأرض، بجانب مبنى إدارى بمسطح 500م2 من دور أرضى فوق سطح الأرض، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 468 مليون جنيه، وسيعمل بالنظام التعاقدى «حق الانتفاع» BOT لمدة 25 سنة من تاريخ التشغيل. واستعرض شنيشن مميزات النظام الذكى لتشغيل الجراج واصفا هذه التقنية بأنها «مثالية «لمناطق وقوف السيارات ذات الكثافات العالية والمساحات الكبيرة. وتتميز هذه التقنية بالحركة الرأسية والأفقية المتزامنة، ويمكن استخدام الهياكل الخرسانية والصلب مع هذا النظام. ورصد شنيشن مراحل المشروع موضحا أن المرحلة الأولى تم خلالها إعداد المخططات التصميمية، وأعمال الرفع المساحي، وأعمال الجسات وإعداد الرسومات المعمارية, ورسومات النظام الميكانيكى «كوريا»، وإعداد الرسومات الإنشائية، ورسومات الأعمال الكهروميكانيكية، ورسومات تنسيق الموقع العام وإعداد المقايسات وكراسات الشروط العامة والخاصة ومستندات الطرح واعداد الخطة المرورية أثناء مرحلة التنفيذ، وإصدار تراخيص البناء وتصاريح الحفر ونقل المخلفات. وشملت المرحلة الثانية «مرحلة ما قبل التنفيذ» أْعمال تأمين المنشآت والمبانى على مسار الحفر، وإجراء التعديلات المرورية لحركة السيارات بالشوارع المحيطة بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور، ونقل موقف السيرفيس والمينى باص، ونقل وتحويل المرافق العامة (مياه - صرف صحى - كهرباء - غاز- تليفونات). وفى المرحلة الثالثة «التنفيذ» تم تنفيذ الحوائط الخرسانية بعمق 16 مترا تحت سطح الأرض، وتنفيذ الخوازيق، والحفر الجزئى للموقع بكامل المسطح، وتم تنفيذ الجزء الأول من الهيكل الخرسانى للمرحلة الأولى بالنظام التقليدى «من أسفل إلى أعلي» والجزء الثانى من الهيكل الخرسانى للمرحلة الأولى بنظام الانشاء غير التقليدى «صب السقف الحفر أسفله صب أرضية البدروم الرابع»، وتنفيذ الهيكل الخرسانى فوق سطح الأرض «غرف المصاعد المبنى الإدارى غرف الكهرباء والمولدات». وقال إن التحويل المرورى شهد صعوبة لأنه يعمل بنظام جديد لا يوجد فى الكودات العالمية، وينفذ فى مصر والشرق الأوسط، ولكننا انتهينا من جميع الإنشاءات.