فيما وصفه الإعلام البريطانى بتقديم «أوراق اعتماده» لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى على رأس حزب المحافظين والحكومة، أكد بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى السابق أن استراتيجية ماى لإتمام الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى «بريكست» تعتبر «أسوأ سيناريو» بالنسبة للمملكة المتحدة. وصعد جونسون فى خطابه أمام المؤتمر السنوى لحزب المحافظين من هجومه على الاستراتيجية، التى تعرف باسم «تشيكرز»، والتى تقوم على إبقاء علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبى ،وتلزم بريطانيا بعدد من القوانين والمعايير الأوروبية ،فيما يعتبر استمرارا لتبعية المملكة المتحدة للاتحاد وفقا لرؤية أنصار ما يعرف ب«البريكست الخشن»، ومن أبرزهم جونسون الذى استقال من الخارجية احتجاجا على «تشكيرز». وأكد جونسون فى كلمته ضرورة إعلان حكومة ماى فشل «تشيكرز» ،وأن تبدأ فى التفاوض من جديد مع الاتحاد الأوروبى على أساس إقرار اتفاقية تجارة حرة موسعة، على غرار المبرمة بين الاتحاد وكندا. وكانت أنباء مسربة بالتزامن مع كلمة جونسون ،قد أكدت عدم رفضه تمديد فترة التفاوض مع الاتحاد الأوروبى إلى ستة أشهر إضافية، عوضا عن اتمام الإتفاق فى مارس المقبل وفقا للجدول الزمنى المتبع. ولا يمانع جونسون، وفقا لهذه الأنباء، بدء مفاوضات جديدة مع الاتحاد الأوروبى من « الصفر». وأكد الوزير السابق أن «تشيكرز» تجعل من بريطانيا «دولة تدور فى فلك الاتحاد الأوروبي»، خاصة ان استمرار التزامها بالقوانين الأوروبية يحول دون إتمامها اتفاقيات ثنائية مع دول أخرى لتحرير التجارة مثل الولاياتالمتحدة والصين. وتناول جونسون بانتقاداته حتى أسلوب ماى فى التفاوض، مؤكدا أنها « لم تحاول التفاوض بجدية.» وأنها تراجعت المرة تلو الأخرى عن «الخطوط الحمراء» التى وضعتها بخصوص «البريكست» تحت ضغط بروكسل.وأثار تحدى جونسون لماى على الزعامة عدة مواقف متناقضة داخل مؤتمر المحافظين. فقد أكدت النائبة البارزة آنا سوبرى «أفضل أن يصمت لأن آخر ما نحتاجه حاليا هو معركة على الزعامة». أما وزير شئون «البريكست» السابق ديفيد ديفيز فاتفق مع جونسون على أن «تشيكرز ماتت»، إلا أنه استبعد فتح الحزب الباب لمنافسة على الزعامة. وأكد أنه سيواصل دعمه لماى إذا ما تخلت عن خطتها ،وبحثت مع بروكسل اتفاقية تجارة حرة موسعة. ومن جانبه، ردت ماى على التحدى لزعامتها بتحد آخر، مؤكدة أنها تعتزم البقاء فى منصبها «لفترة طويلة»، ودعت حزبها لتوحيد الصفوف خلفها ودعم خطتها.