ترتكز رؤية مصر الحديثة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على الإنسان المصرى باعتباره الغاية من التنمية وأداتها, من خلال الاستثمار فى عقل وصحة المواطن, وفى هذا الإطار سارت الدولة فى مسارين متزامنين هما تطوير التعليم ليعتمد على الفهم والإبداع بدلا من التلقين والحفظ وربطه بسوق العمل, والاهتمام بصحة الإنسان والقضاء على الأمراض المنتشرة, ومنها فيروس «سى» الذى تسبب فى حصد أرواح آلاف المصريين عبر العقود الماضية وتسبب فى اعتلال صحة المصريين وحرمان التنمية من أهم ثروة تمتلكها مصر وهى مواردها البشرية. وقد قدمت مصر تجربة عالمية رائدة فى معالجة هذا المرض, عرضتها وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أمام اجتماع لمجموعة ال77 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام, أثارت إعجاب وانبهار بل والسعى للاقتداء من جانب كثير من الدول التى ينتشر فيها هذا المرض, وذلك لخصوصية التجربة المصرية فى محاصرة هذا المرض اللعين وعمل مسح وحصر شامل لكل المصابين بهم وتكفل الدولة بعلاجهم والذى استطاع الباحثون المصريون أن تكون تكلفته قليلة جدا مقارنة بثمن العلاج فى الدول الأخرى. إطلاق وزارة الصحة المرحلة الأولى لأكبر عملية مسح شاملة فى العالم لفيروس «سى» فى إطار مبادرة الرئيس السيسى للكشف المبكر عن الأمراض وتشمل 17 مليون مواطن فوق ال18 عاما وعلاجهم مجانا, يعكس تصميم وعزم الدولة على اقتلاع هذا المرض تماما وأن تكون مصر خالية من فيروس «سى» بنهاية 2020 ومنع ظهوره وانتشاره مرة أخرى. نجاح تلك الحملة يتطلب التعاون من جانب المواطنين فى الكشف المبكر عن هذا المرض حتى يتم علاجه فى مراحله الأولى, كما يتطلب من الإعلام إطلاق حملة توعية بمخاطر هذا المرض ومسبباته وسبل مواجهته باعتبار أن الوقاية خير من العلاج. وبالطبع فإن القضاء على المرض يوفر المليارات التى كانت مخصصة للعلاج وتوجيهها إلى أولويات أخرى مثل التعليم والبنية الأساسية, ويؤدى لتقوية عافية المصريين واستمتاعهم بحياة صحية جيدة واستثمار طاقاتهم فى دعم عملية التنمية التى تحتاج إلى جهد كل مصرى من أجل ازدهار مصر وتقدمها. لمزيد من مقالات رأى