عندما قرأت جدول تطوير التعليم فى الصف الأول الثانوى لفت نظرى فى توزيعاته أن مادة التربية القومية لها حصة واحدة فى الأسبوع دون باقى المواد، ورغم أن أى إنسان اجتاز مرحلة الثانوية العامة يعرف جيدا أن هذه المادة ليست مهمة، وكانت مادة أساسية ضمن المواد الاجتماعية سابقا، حيث رصدت الوزارة لها 10 درجات والنجاح من 5، فى شكل متدن يعكس النظرة التعليمية الحالية، تجعل الوطنية رمزا غير ذى قيمة، لذلك لا تتعجب من تخريج أفراد من جيل ساخط يحاول الهرب والهجرة من بلده، وأن الرحيل نعمة عن البلد الذى أنجبه وأنفق عليه الملايين، فنشهد عمليات الهجرة المشروعة وغير المشروعة والموت فى سبيلها، جحودا لهذا البلد، ويكمل ذلك أن مادة التربية الدينية أيضا مادة غش، برغم تخصيص 20 درجة لها والنجاح من 10، لأنها مثل الوطنية لا تضاف للمجموع، وفى الدينية يكفى الطالب أن يكتب سورة الفاتحة مهما كان السؤال لينجح لتكون سلسلة منظمة فلا قومية ولادين، وأوراق الإجابات موجودة لمن لا يصدق. إن مشكلة مصر الآن ليست التطوير ولكن حسن التربية الوطنية، فأصبحت هناك ضرورة لتكون مادة مجموع ورفع درجتها مثل السابق متساوية مع التاريخ والجغرافيا تماما، وهى مسألة مستقبل وطن، بل هى أهم من أى مادة مهما تكن، وأن ترتبط بدراسة بطولات وتضحيات هذا الشعب، خاصة فى هذه المرحلة التاريخية التى نعيشها، وزيارة مواقع البطولات لتنمية الوطنية والولاء لتكون الأجيال صالحة مستعدة لمسيرة البناء والتضحية. لمزيد من مقالات ◀ وجيه الصقار