ضمن جرائم العملية التعليمية فى تربية الأجيال نجد حرص الوزارة ولسنين طويلة على جعل التربية الدينية ،والتربية الوطنية خارج المجموع بل خارج الاهتمام تماما ،لدرجة أنه من المعروف أن الطلاب لا يذاكرون هاتين المادتين إلا قبل الامتحان بساعات لمجرد معرفة اسماء الموضوعات التى سيغشونها فى اللجنه فالمعروف لدى الجميع أن هاتين المادتين لابد من غشهما بالكامل ، لأن هناك مفهوما أصبح راسخا وعمليا لدى وزارة التربية بأنه لايعتد عمليا بالتربية الدينية أو الوطنية ، وهما هدف مقصود لتدمير البلد دينيا ووطنيا ، لإجهاض أى انتماء للدين الوسطى المعتدل والوطن وترابه المقدس ، مما أخرج أجيالا مشوهة فى دينها ووطنيتها ، وخير مثال فى الإحصاءات الأخيرة : بأن عدد الملحدين فى مصر تعدى المليونىن من غير المؤمنين بالديانات السماوية ،وثمانية ملايين مدمن ،ونحو 15 ألف حالة انتحار من بين خيرة شباب مصر ، و120 ألف محاولة انتحار ، و170 ألف حالة طلاق وخلع فى العام ، ذلك فضلا عن انتشار صور الانحرافات فى المجتمع مثل زنا المحارم والاغتصاب ،ودعوة للفتيات بحقهن فى ممارسة الجنس قبل الزواج ، وحالات القتل لأسباب بسيطة ، إضافة إلى لغة الانحطاط التى أصبحت تحاصرنا ، ودعوات خلع الحجاب وغيرها ، كل ذلك نتيجة للفراغ الدينى والوطنى وهما أساس قوة وصلابة المجتمع . أذكر أنه فى أحد البرامج سألت مواطنة على الهواء : أليس الدين مادة مهمة مثل كل المواد الدراسية ، فلماذا لا تضاف للمجموع ؟ فتدخل خبير تعليم بجانبى وقال : إن الدين لله ، وإدخال درجات على هذه المادة ربما يثير عنصرية بين المسلمين وأخوتهم الأقباط ، وتدخلت أنا بأن هذا المفهوم يطبق بطريقة تسئ للديانتين وهى إهمال لأسس التربية والتعليم الدينى،وما المانع أن نرصد حتى نصف الدرجات للمجموع ليكون هناك شئ من الاهتمام فالإنسان المتدين مهما اختلفت ديانته ، فيه خير للناس والوطن عن غيره، لأنه يكون متوازنا معتدلا ذا ضمير حى ، أما أن نخرج أشخاصا مشوهى الفكر والتفكير، فهذا يدمر الوطن ويسمح للجماعات المنحرفة بالسيطرة على عقل فارغ ، بينما يرتبط اسم الدين لدي الطالب الآن بأنه مادة الغش والانحراف ، فيحصل على درجات مادة لم يذاكرها اسمها التربية الدينية ، وهى هنا بالفعل تستحق اسم :(التربية المنحرفة). نفس المشكلة فى التربية الوطنية آو القومية والتى تمس عصب الانتماء لأبناء الوطن ، ولا أدرى ما الحكمة فى إهمال هذه المادة وكان يرصد لها منذ زمن 20 درجة ، تضاف للمجموع مثل كل المواد ،ومازلت لا أفهم من ذلك إلا أنه تدمير الوطنية والقومية والموا طنة ، وجميعها أساس بناء نسيج أى شعب . ننظر هنا إلى دولة اسرائيل التى تركز على التربية الوطنية والدينية ، ومنهما جمعت شعبا متفاوت الثقافات والعادات والمستويات الاجتماعية والعقائدية،حتى تكونت لديها أجيال حريصة على دولتها ولو بالفداء والموت ، برغم أوهام الوطنية والدين لديهم ،بينما مصر أم العروبة والإسلام تجعل الديانة على الهامش لدى أولادها ، وياليتها تلغيها من المقرر بدلا من غش الدين وإهانته وعدم احترامه وإهانة كتبه .انظر لدى بائعى الورق كم من كتب الدين تباع فيها الأغذية والطعمية ، فالدين مجرد حصة وهمية تبدأ وتتنهى علاقة الطالب بها وكتابها قبل وبعد ساعة الامتحان ،فهى مهزلة أصبحت تميزنا، فالدين لدينا أصبح مجرد تمثيل لادعاء التدين ،والحصول على لقب حاج دون احترام أسس ومفاهيم الديانة ، وخير مثال ما رأيته فى أثناء صلاة الجمعة السابقة بأحد المساجد ، من أن مجموعة شباب أخذوا يتكلمون بصوت عال فى أثناء الخطبة فى حوارات من مستوى الشارع ، ولم يحاولوا مجرد معرفة ماهو موضوع الخطبة ، فأشار لهم أحد الجالسين بجوارى أكثر من مرة للصمت، ولكنهم لم يحترموا حتى سنه أو الخطبة ،فهم لايعرفون أن أى نوع من الكلام فى أثناء الخطبة يبطل الصلاة ، بل كان بعضهم يتمدد بالساقين فى اتجاه القبلة ، وفى وجوه بعض المصلين ،كما لو أنه فى غرزة ،فلو عرف هؤلاء أسس الدين لماتوا خجلا مما يفعلون ، فالدين تربية سلوكية وأخلاقية متكاملة لم نعد نراها الآن . إننا نحتاج فى المرحلة القادمة إعلاء قيمة مادتى التربية الدينية والوطنية بداية بوضع درجات عليهما ، وهما فى أهمية تفوق كل ما يدرسه الطالب فى حياته ،فالدين هو الضمير الحى للبناء والتنمية ، ولأن مصر أم الحضارات أصبح ينقصها الكثير والكثير فى تربية الأجيال وبناء الوطن .. لمزيد من مقالات وجيه الصقار