شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرات حاشدة تنديدا بزيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث رفع المتظاهرون لافتات وصفته ب«الديكتاتور» و«القاتل»، مطالبين حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بعدم عقد صفقات معه ووقف التعاون العسكرى بين البلدين. ووسط حالة من الاستنفار الأمني، اتجهت الحشود إلى قصر «بلفيو» الذى أقام فيه الرئيس الألمانى فرانك شتاينماير مأدبة عشاء لأردوغان قاطعها رؤساء الأحزاب، وتغيبت عنها ميركل. واتهم المتظاهرون أردوغان بقتل الأكراد، ووصفوه بالديكتاتور، وطالبوا بوقف تصدير الأسلحة إلى أنقرة. وبالرغم من التشديدات الأمنية رشق بعض المتظاهرين قوات الشرطة بالحجارة واعتدوا على المحال التجارية المجاورة، وحطموا زجاج أحد البنوك، مما دفع السلطات إلى تفريق المتظاهرين. ومن ناحيته، أعرب أردوغان عن ثقته فى أن زيارته إلى ألمانيا، التى اختتمها أمس، ستنقل الصداقة المتجذرة بين البلدين إلى مستويات جديدة. وفى محاولة لرأب الصدع فى العلاقات بين البلدين، أكد أردوغان أن تركياوألمانيا تعتبران دولتين كبيرتين وقويتين، ولم تدخلا فى حروب ضد بعضهما فى التاريخ الحديث، ودخلتا الحرب العالمية الأولى إلى جانب بعضهما بعضا، وتقاسمتا المصير سويا. وأثني، فى كلمة خلال مأدبة العشاء، على الموقف الألمانى إزاء اللاجئين السوريين، معتبرا أن ألمانيا دافعت عن القيم الأوروبية من خلال نهجها الإنسانى بهذا الخصوص. وردا على قلق الرئيس الألمانى حيال بعض المعتقلين فى تركيا، قال أردوغان إن شتاينماير تم إطلاعه على معلومات خاطئة. ولفت إلى أن هناك الآلاف من عناصر حزب العمال الكردستانى التى يعتبرها الاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية، يتجولون فى ألمانيا بحرية، مشددا على وجود الآلاف من عناصر ما أسماها منظمة «فتح الله جولن» الإرهابية فى ألمانيا، ممن يتجولون بهذا البلد بحرية. وأشار إلى أن هناك مجرمين أدانهم القضاء التركى وهربوا إلى ألمانيا، ولا يتم تسليمهم لبلدهم، رغم وجود اتفاقية إعادة المجرمين بين البلدين. وفى سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام عن استخدم ضباط القوات الخاصة، الذين تم نشرهم فى العاصمة الألمانية برلين لتأمين أردوغان، اسما مشفرا لمهامها، شائعا فى أوساط النازيين الجدد، الأمر الذى دفع السلطات المحلية لفتح تحقيق داخلي.