على مدى الأسبوع الأول فى العام الدراسى الجديد، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى صور لتسابق الطلاب بمساعدة أولياء أمورهم بهدف حجز المقاعد الأمامية فى فصولهم، وهو ما لاقى سخرية ممزوجة بالغضب من قبل رواد السوشيال ميديا، سواء كان هذا الغضب موجها لأولياء الأمور أو إلى القائمين على تلك المدارس من مديرين ومدرسين. المفاجأة التى كشف عنها بعض رواد «السوشيال ميديا»، وتحققت منها الأهرام، أن عددا من الصور المتداولة لتلاميذ يتسلقون المواسير للحاق ب«التختة» الأولي، قديمة وتعود لعام 2016، والغريب أيضا أنه بالعودة الى المواقع الاخبارية التى نشرت الصور حينها، تضاربت فيها مصادر الصور، فأحد المواقع نسبها لمدرسة فى سوهاج، بينما نسب موقع آخر الصور ذاتها الى مدرسة فى المنصورة! خطأ آخر تم رصده وهو اعتبار حادث وفاة طفل مدرسة الزهراء فى بلقاس بالدقهلية، كان بسبب التسابق على «التختة» الأولى رغم أن الواقعة كانت بسبب التدافع خلال وقت الخروج إلى «الفسحة». مع ذلك، هناك صور حديثة للعام الدراسى الحالى بخصوص السباق على أول «تختة»، وهو ما فسره بعض أولياء الأمور على موقع «فيسبوك» بأنه ظاهرة متكررة كل عام. الكثير من المعلقين نقموا على أولياء الأمور الذين يعلمون أبناءهم الهمجية والفوضي، وتساءل أحدهم ساخرا:» يعنى هيطلع عالم والا دكتور لما يقعد فى التختة الأولي؟!». وقال آخر: «عن نفسى كنت أفضل الصف الأخير..وكنا بنفهم، ومن الاوائل»، بينما بلغت السخرية مداها مع هؤلاء الذين يعيبون على طلبة الاجيال الجديدة، بعد أن كان الجيل القديم يتسابق على «التختة» الأخيرة، وقال أحدهم: «التختة الأخيرة خرجت أطباء ومهندسين مدللا على نفسه وأصدقائه». وتعجبت واحدة: «كيف يسمح لأولياء الأمور بدخول المدرسة والصعود الى الفصول، وأين المدرسين الذين ينظمون طابور الصباح ليصعد كل مدرس بتلاميذ فصله فى نظام؟!». بعض المدرسين أوضحوا أن ترتيب التلاميذ فى الفصل لابد أن يخضع لأطوالهم ومدى سلامة النظر، وأشار البعض إلى أن أولياء الأمور يحرصون على جلوس أبنائهم فى الصفوف الأمامية لأنهم ينالون اهتماما أكبر من المدرسين، الذين يتجاهلوا الصفوف الأخيرة. واقترح البعض حلولا عملية مطبقة فى بعض المدارس كأن تتم كتابة اسم كل تلميذ على مقعده، ويتم تغيير أماكنهم دوريا، أو أن يتم ترتيب المقاعد على شكل حرف «يو» لينال الجميع فرصة واحدة فى الرؤية والتفاعل، وبالطبع لاقى هؤلاء سخرية من البعض، إذ رد أحدهم: «هذا بافتراض أن لكل طالب كرسيا؟ ألا تعلم أن هناك طلبة يضطرون للجلوس على الأرض؟!». أخيرا كان للبعض رؤية أكثر عمقا فى تحليل ما حدث، محذرا من تجاهل ثقافة مستشرية بين الآباء الذين يعلمون أبناءهم أن يكونوا الأوائل شكلا لا مضمونا.