لسنوات طويلة تعيش المنطقة العربية على صفيح ساخن، منذ بداية الثورات التي اندلعت تحت مسمى الربيع العربي وانتهاء بما يسمى الإرهاب وانتشار الجماعات الإرهابية. وتحاول قوى غربية كبرى إيهام الشعوب العربية أن الإرهاب هو نتيجة طبيعية لأخطاء وقع فيها الحكام العرب، وقد يكون ذلك صحيحاً بدرجة أو بأخرى، ولكن المؤكد أن الولاياتالمتحدة هي الداعم الرئيسي لهذه الجماعات، والدليل قدمته صحفية أمريكية فضحت السياسية الأمريكية تجاه المنطقة وشعوبها وحقيقة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية المنتشرة على الساحة!!. منذ أسابيع احتفل نادي الصحافة الأمريكي القومي بالذكرى الثانية لرحيل هذه الصحفية العملاقة، عميدة مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادي الصحافة الأمريكي، والتي عاصرت أهم رؤساء أمريكا، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت مع نيكسون في أول رحلة تاريخية للصين عام 1971، هي هيلين توماس، التي ماتت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها في حفل تأبينها: "أجرأ صحفية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية". توماس قبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالة خطيرة للنشر في كبريات الصحف الأمريكية، وتم رفض نشرها في واقعة هي الأولى بالنسبة لها، ما جعلها تصرخ في محاضرة بنادي الصحافة قائلة: "اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا وعلى البيت الأبيض". وأضافت، لن أغير ما أنا مؤمنة به، الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم.. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها". إنني – والكلام لا يزال لها- أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ تل أبيب والاستخبارات الأمريكية، أول خطوة ظهور تنظيم داعش، بدعم أمريكي. لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين وما يسمون أنفسهم بالجهاديين، لأنهم دمية في أيدي السي أي إيه. وأضافت: "إنني أرى أن بريطانيا وفرنسا ستستحضران روح البريطاني مارك سايكس، وروح الفرنسي فرانسوا بيكو، وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتي روسيا لتحصل على ما تبقى من الثلاثة. هذه كلمات هيلين توماس منذ عامين وأعيد نشرها في ذكراها، يوليو الماضي، بالطبع قوبلت بهجوم من اللوبي الصهيوني وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية، لكنها رحلت بعد أن قالت الصدق وتلقف كلماتها المخرج العالمي "مايكل مور" في فيلم تسجيلي. ومور هو من فضح بوش الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح من اليمين الأمريكي مثل "ديك تشيني" و"كونداليزا رايس" وحصل فيلمه الشهير فهرنهايت 11/9 على أكثر من جائزة. من قلبي: الآن، تتحقق نبوءة "هيلين توماس" تل أبيب وواشنطن ابتدعت أسطورة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وداعش التي خرجت من معامل تل أبيب وواشنطن لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد، هو إعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم.. أعتقد أنه آن الآوان ألا نقف متفرجين؟. من كل قلبي: اتحدوا يا عرب وكونوا على قلب رجل واحد.. إنه حلم تحقيقه ليس مستحيلاً، فكما استطعتم النصر على العدو بالأمس، فأنتم قادرون على النصر مرات ومرات بإذن الله!. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن