حفاظا على اللحظة السنوية التى يلتفت إليها العالم إلى السويد وانطلاقا من وعى عميق من كتاب ومثقفى السويد بالمسئولية التاريخية تجاه الأدب العالمى ورغبة منهم فى استمرار اسم وطنهم عاليا يقرر من هو الذى يوضع على القمة فى الإبداع الإنساني، أعلن ما يزيد على 100مثقف من الكتاب والفنانين والصحفيين وغيرهم من الشخصيات الثقافية البارزة تشكيل أكاديمية جائزة نوبل البديلة كخطوة احتجاجية على قرار الأكاديمية السويدية بحجب جائزة نوبل للآداب هذا العام بعد الفضيحة الجنسية التى هزت أركانها وأدت إلى مجموعة من الاستقالات بين أعضاء لجنة التحكيم. أعلنت الجائزة البديلة القائمة القصيرة المكونة من أربعة كتاب بعد انتهاء تصويت الجمهور عبر موقعها الالكترونى فى 14اغسطس الماضى وذلك من بين 46 مرشحا من الكتاب والكاتبات فى القائمة الطويلة التى أختارها أمناء المكتبات السويديون من شتى أنحاء العالم. والكتاب الأربعة هم: البريطانى «نيل جايمان» 58عاما كتب العديد من الروايات والسيناريوهات المصورة أهمها «ساند مان» و«ستار ست» وكتاب «الفن التشكيلى». والكاتب اليابانى «هاروكى موراكامى» 65عاما تصدرت أعماله أكثر الكتب مبيعا وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة وحصل على العديد من الجوائز الأدبية. والكاتبة «ماريز كوندى» 60عاما وتعد من أشهر الكتاب الكاريبيين وكتبت أكثر من عشرين قصة متخصصة فى مجال الخيال التاريخي، وأشهر رواياتها «سيجو» و«الحياة بدون مساحيق ». والكاتبة الكندية من أصل فيتنامى «كيم ثوي»50عاما وأشهر رواياتها «رو» وحاصلة على العديد من الجوائز الأدبية. وكان مؤسسو الجائزة قد أوضحوا أن الهدف منها تذكير الناس بأن الثقافة والأدب لهما دور فى تعزيز الديمقراطية والشفافية دون امتياز أو تحيز فى وقت أصبحت القيم الإنسانية موضع تساؤل، وأن العمل الثقافى الجاد يحب ألا يحدث فى سياق المخالفات والإساءات. وقالت الصحفية «الكسندرا باسكاليدو» إحدى مؤسسى الجائزة الموازية فى تصريحات لنيويورك تايمز إن الهدف الأساسى منها هو تصحيح الأوضاع داخل الأكاديمية السويدية ولفت الانتباه إلى ما هو خطأ فيها، ورؤية شيء جديد وهو أكاديمية سويدية معاصرة نزيهة وشاملة ومفتوحة للعالم. وكان قد تم فتح باب التصويت الالكترونى لجمهور القراء حتى يوم 14أغسطس الماضى من أجل اختيار القائمة القصيرة التى ستضم 4مرشحين بشرط المساواة بين الكاتبات والكتاب، أى تضم اثنين من الكتاب واثنتين من الكاتبات حيث يختار القراء ثلاثة منهم والمرشح الرابع يختاره أمناء المكتبات السويدية. و لجنة التحكيم بقيادة رئيس التحرير «آن بالسون» وأستاذة جامعة جوتنبرج اليزابيث لارسون وأمينة المكتبة «جونيلا ساندن»، وسوف تعلن لجنة التحكيم اسم الفائز في14 أكتوبر المقبل وهو نفس الوقت الذى يتم الإعلان فيه بشكل تقليدي، ويتم تسليم الجائزة التى تقدر بمليون كرونا سويدي، اى ما يعادل 112ألف دولار فى حفل سيقام فى العاشر من ديسمبر المقبل، ثم الإعلان عن حقل الجائزة فى اليوم التالى للحفل وهذا ما قرره منظموها حيث إنها ليست بديلا لنوبل الأصلية. حددت جائزة نوبل البديلة للمتنافسين سواء من داخل السويد أو من أى دولة فى العالم شرطا وهو أن أعمال المرشحين تروى قصة البشر فى العالم عكس نوبل الأصلية التى تتطلع إلى تكريم صاحب العمل الأدبى الأكثر تميزا. وأخيرا، يمكن القول إن التجربة العملية سوف تجيب عن عدة تساؤلات ألا وهى هل ستحقق هذه المبادرة نجاحا مرموقا وتحتل مكانة موازية لنوبل رغم أنها لا تدعمها مؤسسة ذات تقاليد عريقة ورصيد مادى كاف؟ وهل ستطبق النزاهة والشفافية فى التحكيم؟ وهل الإعلان عنها محاولة لتجميل نوبل الأصلية أم خطوة نحو الإعلان عن إلغائها؟