تمر الأيام وتتغير الأزمان والثار هو هو من يتحكم فى مستقبل الكثير فى الجنوب فالقاتل يقتل ولو بعد حين حتى إن امتد الأمر لربع قرن من الزمان فلا تمل الأمهات ولا تكل من إعداد أبنائهن على هدف واحد وهو الثأر، حتى وان كانت على يقين بأنها تربى إبنها لتفقده سواء تحت التراب أو حتى خلف القضبان ولكن كل ذلك لايهم فى سبيل إراحة المقتول فى تربته وهو ما شهدته واقعة قرية شقلقيل التابعة لمركز أبنوب بأسيوط. ترجع أحداث الواقعة إلى ما يزيد على 28 عاما حينما اختفى «أبو حسيبة» شقيق المجنى عليه الأول «غيطي» وذلك فى عام 1990 وكلاهما ينتميان لعائلة «الوسية» بقرية شقلقيل وظهرت جثته بعد بضعة أيام ودارت الشبهات حينها حول أفراد عائلة «الخلايفة» لوجود خلاف بين الطرفين فما كان من المجنى عليه الحالى إلا أن تربص ليلا لمن كان يشك بهم وأطلق عليهم وابلا من النيران أسفر عن مصرع إثنين وإصابة آخر من عائلة الخلايفة والقى القبض عليه حينها هو وشقيقيه «رشاد، ثابت» وتم إيداعهم السجن لحين ثبوت براءتهم لعدم ثبوت الإدلة عليهم. وخرجوا من السجن فى ذلك الوقت وترك الضحايا أولادهم صغارا. ومرت الأيام والسنون حتى ظن الجميع أن الأمر قد أنتهى عند هذا الحد بعد برأءة الجناة فى الواقعتين سواء فى قضية مقتل «أبو حسيبة» أو حتى فى قضية مقتل أبناء عائلة «الخلايفة». وتم قيد القضيتين ضد مجهول ومرت الأيام وخرج المتهمون إلى منازلهم وبدأوا فى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل حذر إلى أن أطمأنوا تماما إلى أن أبناء الخلايفة أقتنعوا ببراءتهم ولكن حقيقة الأمر كانت بمثابة النار تحت الرماد حيث عكف الخلايفة على رعاية أبناء المجنى عليهم حتى يشتد عودهم ويتمكنوا من الثأر لأنفسهم ولموتاهم، خاصة أن الصعايدة يعتبرون أن الآخذ بالثأر شرف للعائلة ما بعده شرف وهو موروث ثقافى تتوارثة الأجيال جيلا بعد جيل وعادة سيئة تسيطر على عقول الأمهات التى تشعل قلوب الإبناء وتوغل صدورهم حتى باتت تجرى على أرض أسيوط كجريان نهر النيل فما أن تختفى هذه الظاهرة حتى تطل برأسها مرة أخرى على ربوع البلاد والعائلات. وبعد مرور قرابة ال 28 عاما بدأ أبناء الضحايا يرصدون تحركات خصومهم من عائلة «الوسية» وتحديدا المجنى عليه الأول خاصة أنهم على يقين بأنه هو من قتل ضحاياهم رغم براءته وبالفعل بدأو يترصدوا خطواته خاصة أنه كان يسعى دائما للخروج من القرية لحضور جلسات العرف والتى يحكم خلالها بين المتنازعين لإعادة الحقوق إلى إصحابها ويتميز بالاحترام بين الجميع. وما أن علموا بأن المجنى عليه لديه جلسة صلح فى قرية «الشنابلة» المجاورة حتى ترصدوا له وأعدوا العدة لتصفيته، هو ونجل عمه الذى يرافقه، وبالفعل انتظروا فى الزراعات، وما أن ظهرت سيارته المرسيدس على الطريق حتى خرجوا عليها وأمطروا مستقليها بوابل من النيران ولم يغادروا حتى إطمأنوا لنجاح أمرهم والثأر لضحاياهم، وعقب ذلك فروا إلى الزراعات. وعلى الفور أمر للواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بتشكيل فريق بحث باشراف اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة لمباحث الوزارة واللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام لسرعة الوصول الى المتهمين فى الحادث حيث إنتقل اللواء منتصر عويضة مدير المباحث والعميد عثمان عبد الجواد مفتش المباحث وتم ضبط المتهمين من خلال فريق البحث الذى امر به اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية لوسط الصعيد.