من الواضح أن الولاياتالمتحدة والغرب لا يريدان للحرب فى سوريا أن تنتهى أو أن تتمكن الدولة السورية من بسط سيادتها وسيطرتها على كامل أراضيها بعد أن باتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة كامل التراب السوري، كما كان فى عام 2011، ويصر هؤلاء على المضى قدما فى حماية الإرهابيين من عملائهم فى إدلب أو غيرها، وتنفيذ مخطط «الفوضى الخلاقة» كاملا، كما وضعه الاستراتيجيون الأمريكيون. حتى قبل أن تبدأ القوات السورية فى «تطهير» إدلب التى تعد آخر معقل للإرهابيين الذين تمولهم وتسلحهم أمريكا وتساعدها الحليفة تركيا التى تريد أن «تغتصب» أراضٍى سوريا، وتضمها إلى أراضيها، ولا تريد دولة سورية قوية أو موحدة على حدودها الجنوبية، فضلا عن أن معظم الفصائل المعارضة فى إدلب تدين بالولاء إلى تركيا. فقد أشعل ترامب وباقى زعماء الغرب النار فى النظام السورى زاعمين أن القوات السورية سوف تستخدم «أسلحة كيماوية» قبل أسابيع من بدء معركة إدلب، ولا أدرى كيف عرفوا نيات دمشق إذا كانوا لم يرصدوا ما يؤكد زعمهم بشأن الأسلحة الكيماوية، وبالغوا فى تحذير سورياوروسياوإيران من «مغبة» استخدام أسلحة كيماوية فى إدلب. ولا يستطيع أحد القول باستخدام تلك الأسلحة المحرمة دوليا إلا إذا كانت هناك أدلة دامغة من أطراف دولية محايدة!! ولن ننسى الفيلم الهزلى لكولين باول فى مجلس الأمن عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، وأدت إلى تدمير العراق، وطبعا هدف حملة تخويف سوريا من معركة إدلب هو أولاً: حماية الإرهابيين العملاء من جبهة النصرة «سابقا»، أو ما يطلق عليهم حاليا «هيئة تحرير الشام» التى تسيطر على نحو 60% من إدلب، أو «قوات سوريا الديمقراطية» التى تمولها وتسلحها وتحميها الولاياتالمتحدة. ثانيا: هناك كثيرون فى المنطقة من جيران سوريا ومن خارجها لا يريدون لها أن تكون أو تعود موحدة، كما كانت خاصة إسرائيل، وكأنه ليس من حق الحكومة السورية أن تكون لها السيطرة والسيادة على أراضيها.. بالطبع روسياوإيران لهما مصلحة وأطماع ليس فقط فى سوريا، لكن فى المنطقة برمتها، والولاياتالمتحدة تعمل فى سوريا أساسا لحماية أمن إسرائيل سواء من إيران أو غيرها، وتسيطر القوات التى تدعمها فى شمال سوريا على مناطق النفط والغاز السورية. الصراع فى سوريا ليس بين السوريين، وإنما بين القوى الإقليمية والدولية التى تتحارب على الأراضى السورية! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم