وصل جثمان رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ميليس زيناوي إلي العاصمة أديس أبابا قادما من بروكسل بعد أن وافته المنية هناك إثر صراع مع المرض. واحتشد الآلاف المشيعين علي جانبي الطرقات المؤدية إلي مطار أديس أبابا وداخل صالاته في استقبال الجثمان لإلقاء نظرة عليه, وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار عدد كبير من قوات الشرطة. وذكر التليفزيون الرسمي-الذي نقل لقطات حية لمرور الجثمان في شوارع العاصمة- أنه تم وضع الجثمان في المقر الرسمي لرئيس الوزراء في القصر الوطني, حيث سيتم وضعه إلي أن يتم تحديد موعد الجنازة. وكانت أثيوبيا قد أعلنت حالة الحداد ألوطني, لكن لم يتم تحديد موعد الجنازة. وأعلن بركات سايمون المتحدث باسم الحكومة أن هايليمريام ديسالجن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية منذ عام2010 القائم بأعمال رئيس الوزراء سيظل علي رأس الحكومة حتي الانتخابات المقررة في.2015 وأشار سايمون إلي أن ديسالجن سيكون رئيس الوزراء حتي2015 وسيؤدي اليمين الدستورية وسيكمل فترة الحكومة البالغة خمس سنوات ولا خلاف علي هذا. وقال بركات إنه ستتم دعوة البرلمان للانعقاد خلال يومين ليؤدي هايليمريام اليمين الدستورية رئيسا للوزراء. وفي غضون ذلك, أعرب نيجاسو جيدادا الذي تولي رئاسة البلاد أثناء رئاسة ميليس للوزراء والذي يرأس الآن حزب الوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة المعارض إنه يأمل في انتقال سلمي للسلطة. وتوقع ديفيد شين السفير الأمريكي السابق في اثيوبيا أن تستمر الكثير من سياسات الدفاع التي انتهجها ملس كما هي. وقال إنه لأسباب امنية داخلية سيكون هناك تركيز مستمر علي الصومال ولا أتصور أي تغير كبير في اتجاه اريتريا, مشيرا إلي العدو اللدود لإثيوبيا الذي دارت بينهما حرب حدودية استمرت عشر سنوات. وفي سياق متصل, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لم يكن هناك زعيم في القارة الأفريقية يجسد الفجوة بين مصالح الحكومة الأمريكية ومبادئها الأسمي أفضل من زيناوي. وذكرت الصحيفة أن زيناوي الذي توفي بعد أكثر من عشرين عاما في السلطة لعب المعركة الأمريكية ضد الإرهاب ببراعة ورسم لإثيوبيا, وهي دولة لها تاريخ مسيحي طويل, وضع تكون به في الخطوط الأمامية ضد التطرف الإسلامي. وأضافت أنه حصل علي معلومات مخابراتية مهمة ودعم دبلوماسي جاد وملايين من الدولارات كمساعدات من الولاياتالمتحدة مقابل تعاونه ضد المتشددين في منطقة القرن الأفريقي الملتهبة والتي تشكل مبعث قلق رئيسي بالنسبة لواشنطن. وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن زيناوي كانت لديه سمعة سيئة من ناحية القمع مما كان يقوض مبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن أفريقيا لا تحتاج إلي رجال أقوياء بل تحتاج إلي مؤسسات قوية. ولفتت الصحيفة إلي أن معظم المحللين لا يتوقعون أي تحركات مفاجئة, فبعد موت زيناوي امتدحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التزامه الشخصي بالارتقاء بالاقتصاد الإثيوبي ودوره في النهوض بالسلام والأمن في المنطقة. وأشارت إلي أن الولاياتالمتحدة تتعاون مع حكومات عديدة في أفريقيا والتي تعتبر بالأساس دول الحزب الواحد ويهيمن عليها رجل واحد وذلك بالرغم من اعلانهاالالتزام بالنهوض بالديمقراطية في القارة السمراء.