لم يكن قراراً سياسياً فقط ، بل قرارا إنسانيا في المُقام الأول ، قرار بمثابة طوق نجاة من براثن المرض لآلاف المرضي غير القادرين الذين أعياهم البحث عن طرق للعلاج، فصُدموا بطابور طويل من الانتظار كلّ من يأمل أن يخطو خطوة نحو الشفاء ، فأصبحوا مجرد اسم في قوائم طويلة الانتظار ولا أحد منهم يعلم هل هو في انتظار الشفاء أم الموت . حتي جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء علي قوائم انتظار المرضي بالمستشفيات العامة فمنحت الأمل لآلاف من المصريين كانوا في أشد الحاجة اليه . وعن تفاصيل هذه المبادرة وأهدافها والمأمول منها يقول الدكتور أحمد عثمان عميد كلية الطب جامعة الاسكندرية “ لقد بدأنا تفعيل مبادرة رئيس الجمهورية بالمستشفيات الجامعية ووزارة الصحة بالاسكندرية يوم 5 يوليو الماضي ، وعقدت الاجتماعات بين الجامعة ووزارة الصحة وقمنا بإنشاء غرفة عمليات مركزية لمتابعة تنفيذ المبادرة التي تم رصد 600 مليون جنيه لتنفيذهاعلي مستوي الجمهورية من صندوق تحيا مصر لشراء المستلزمات الطبية ، كما تم إطلاق موقع الكتروني لتسجيل جميع الحالات المرضية وبياناتها الكاملة لعمل حصر شامل ومتابعة الانتهاء من علاجها ، وفيما يتعلق بجامعة الاسكندرية فقد شاركت أربعة مستشفيات جامعية في تنفيذ المبادرة وهى مستشفي سموحة ،الحضرة ، الرئيسي الجامعي والتعليمي الجديد وهذه المستشفيات جميعها تابعة لجامعة الاسكندرية وبتخصصات طبية محددة وهي جراحات القلب المفتوح ، قسطرة القلب والدعامات ، زرع القوقعة ، تغيير المفاصل ، وجراحات طب العيون وعن كيفية الحصر للحالات المرضية بالإسكندرية والمسجلة في قوائم الانتظار يقول الدكتور أحمد عثمان “ من خلال تواصل المرضي عبر الخط الساخن(15300ً ) يتم تصنيف الحالات وتوزيعها وفقا للتوريع الجغرافي وبعدها تُرفع البيانات الخاصة بالمرضي من خلال مدخلي بيانات علي الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة حيث يتم التواصل مع المرضي لتحديد مواعيد الكشف وإجراء العمليات الجراحية لكل حالة ، وعلي مدي الاسابيع الماضية كان يتم إعداد بيان يومي عن الحالات التي أُجريت لها العمليات الجراحية بالإضافة الي التعاون الدائم مع وزارة الصحة من أجل التنسيق سواء لتوريد المستلزمات الطبية أو لإجراء العمليات الجراحية الصعبة بمستشفيات وزارة الصحة بواسطة نخبة من اطباء جامعة الاسكندرية . ويقول عثمان أن الإحصائيات التي تتضمن عدد الحالات التي تم علاجها تشير الي أنه فيما يتعلق بقسطرة القلب والدعامات عدد الحالات في القوائم كان (168) تم الانتهاء من علاج (118) حالة وهذا يعني ان70% تم علاجهم ، وبالنسبة لعمليات زرع القوقعة وهي عمليات مكلفة للغاية بلغ عدد الحالات الُمسجلة (59) حالة تم علاج (23 ) حالة ، أما مرضي القلب المفتوح بلغ عددهم (196) حالة تم علاج (76) حالة منهم (60 ) حالة من البالغين و(16) حالة اطفال وبلغت نسبة الانجاز في اتمام علاجهم 40% ، وهناك عمليات تغيير المفاصل فقد سجلت (204) حالات مرضية تم اجراء العمليات ل (12) حالة فقط وذلك نظرا لعدم توريد المفاصل الصناعية اللازمة لإجراء العمليات ومن أجل سرعة الانتهاء من إجراء الجراحة للمرضي الباقين تم التواصل مع الشركة الموردة وقمنا بشراء (100 ) مفصل بالأمر المباشر للمستشفيات الجامعية بتكلفة أربعة ملايين ونصف جنيه. وعن حالات الاتنظار لمرضي العيون فقد ضمت القوائم (5460) حالة مرضية تم الانتهاء من (3650) حالة مابين إزالة مياه بيضاء وزرع عدسات وعمليات الانفصال الشبكي وتثبيت القرنية وأيضاً ترقيع القرنية وبلغت نسبة الانجاز نحو 67 % . ويشيرعثمان بقوله إن كل هذه العمليات التي تمت كانت من خلال (200 ) طبيب ومساعد وهيئة تمريض ، ويؤكد بأن المريض في هذه المبادرة لايتكبد أي مصاريف وأن إجراء العمليات مجانا بالكامل . ويواصل عميد الطب قائلاً أنه يجرى حالياً تحديث غرفة عمليات في مستشفي الحضرة الجامعي للعظام وإنشاء غرفتى عمليات بأحدث الأساليب العلمية والإنشائية وسيتم التشغيل في الشهر المقبل مما سيسهم في تقديم خدمة طبية متميزة لمرضي تغيير المفاصل سيؤدي الي سرعة الإنتهاء من قوائم الانتظار لحالات المفاصل الصناعية ، وفي هذا الاطار يؤكد أنه بمعدلات العمليات التي تتم يومياً سيتم تنفيذ المبادرة بالكامل قبل انتهاء الأشهر الستة التي حددها الرئيس السيسي وبذلك لن يعاني المرضي من قسوة الانتظار علي قوائم المستشفيات العامة والجامعية بل سيكون الانتهاء من العلاج وإجراء العمليات الجراحية بشكل سريع لن يستلزم الانتظار . أما الدكتور أيمن نصير مدير عام مستشفي سموحة الجامعي فيقول إن هناك ثلاثة تخصصات تتم لها العمليات الجراحية داخل المستشفى وهي زراعة القوقعة، قسطرة القلب وعمليات القلب المفتوح، أما بالنسبة لعمليات تغيير المفاصل فهي تجري داخل مستشفي الحضرة الجامعي، ومن خلال عشرة من أساتذة كلية الطب يتم إجراء عمليات قسطرة القلب بالإضافة الي المساعدين والهيئة المعاونة وهناك خمسة أطباء لإجراء عمليات زراعة القوقعة بالإضافة الي المساعدين وهيئة التمريض ، وفور إجراء العمليات يتم تسكين المريض لوحدة العناية المركزة الخاصة بالقسطرة ، وبالنسبة لمرضي زراعة القوقعة يتم الحاق المريض بالقسم الداخلي المخصص لهم لمتابعة مابعد العملية ويُسمح له بالخروج من المستشفي مالم يكن في حاجة للإقامة بها. ويضيف بقوله إن كل ما يتم للمرضي من جراحات فهي بالمجان وفق المبادرة والتي من أجل تفعيلها ونجاحها تم إنشاء قسم مخصص لإقامة المرضي قبل وبعد إجراء العمليات مع وجود مستمر لهيئة التمريض علي أعلي كفاءة كل في تخصصه ، ويشير قائلاً إنه من أجل تحقيق إنجاز كبير وسريع فإن إجراء العمليات مستمر منذ الصباح وحتي وقت متأخر من الليل فليس هناك حد معين للعمليات ولاينصرف من المستشفي الأطباء أو المساعدين والتمريض إلا بعد الانتهاء من الجدول اليومي للعمليات وهذا ساعد كثيراً في إجراء كم كبير من العمليات التي كانت علي قوائم الانتظار ، والتي نأمل خلال الاشهر المقبلة ألايكون لها وجود في المستشفيات الجامعية .