تساؤلات كثيرة كانت تدور فى ذهن «الشاب القاتل » لحظة هروبه من نافذة الشقة.. كيف يفلت بجريمته البشعة بعيدا عن غيابات السجن؟.. وهل سينجح مخططه الشيطانى فى طمس ملامح الجثة التى استباحت يداه الآثمتان إراقة دمائها وإشعال النيران فيها؟.. فقد كانت أقوال «نبيل» نجل المجنى عليه التى أدلى بها أمام فريق البحث الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وقاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة لمباحث الوزارة واللواء حسنى عبد العزير وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام حول واقعة مقتل والده المُسّن البالغ من العمر (93 عامًا) لم تتضمن اتهام أحد بقتله، خاصة وأن المجنى عليه لم يكن له أعداء على الإطلاق، بل كان شخصا حسن السمعة بين سكان المنطقة، يخرج كل يوم من شقته الكائنة بالطابق الأرضى ليؤدى الصلاة بالمسجد المجاور لمنزله متكئًا على عصاه، كما كان أحد أبنائه المقيم بمنطقة الوايلى يتردد عليه من حين لآخر للاطمئنان على صحته والتأكد من تناوله جرعات الدواء اليومية، حيث كان يعانى مشكلات فى القلب ويحتاج إلى أدوية بشكل مستمر، وقد فوجئ يوم الواقعة باتصال أحد جيران والده يخبره بأن شقة المجنى عليه تعرضت لحريق وهو بداخلها مما أسفر عن وفاته ونقله إلى المستشفي. المفاجأة التى قادت رجال المباحث للتوصل إلى مرتكب الواقعة تضمنها تقرير الطب الشرعى المبدئى بفحص الجثة، والذى أشار إلى وجود شبهة جنائية فى حريق شقة المجنى عليه خاصة عقب اكتشاف إصابات بمنطقة الرقبة والرأس كانت تظهر آثارها على جثة المجنى عليه رغم تفحمها. وهنا بدأ رجال قسم شرطة الظاهر باشراف اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لقطاع امن القاهرة واللواء اشرف الجندى مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة فى وضع خطة بحث شاملة لفك طلاسم الواقعة توصلت جهودها إلى نتيجة لم يتوقعها أحد؛ حيث تبين أن «مصطفي» طالب الحقوق وهو ابن «نبيل» نجل المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة. فقد أبلغ الجانى أسرته المقيمة بمنطقة الوايلى إنه ينوى زيارة جده بمنطقة الظاهر، وقد تبين من خلال التحريات وشهادة الجيران أن حفيد المجنى عليه هو آخر شخص زار المجنى عليه. لم يستمر التحقيق طويلًا مع طالب الحقوق حول الواقعة وراح يدلى باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الواقعة قائلًا: «لم أقصد قتله ولم أكن أتوقع أن تكون على يدى نهاية أعز الناس إلى قلبى أو أن ارتكب جريمة قتل من منحنى الحياة فى هذه الدنيا أو من لم يتأخر أبدًا فى مساعدتى ودعمى طوال فترة دراستى منذ التحاقى بالمرحلة الابتدائية وصولًا إلى التحاقى بكلية الحقوق» ، مشيرًا إلى أنه تسلل يوم الواقعة إلى غرفة نوم المجنى عليه خلال زيارته له بحثًا عن أموال، إلا أن الجد الضحية بادره بالنهر والاستغاثة بأحد الجيران قبل أن يتحصل على أى أموال محاولًا إخراجه من الشقة، إلا أن المتهم كتم أنفاسه وتعدى عليه بقطعة خشبية أسقطته أرضًا، ثم قام بجمع ملابسه من دولاب غرفة نومه وأشعل النار بها وفر هاربًا خشية افتضاح أمره. خلال تمثيله الجريمة أمام جهات التحقيق، جسد المتهم الحيلة الشيطانية التى قام بها فور ارتكابه واقعة مقتل المجنى عليه.. حيث تبين أن المتهم قفز من شباك الشقة فور إشعاله النار بها ليوهم جيران المجنى عليه بأنه فوجئ بحريق شقة جده بالصدفة، وأنه تظاهر أمامهم بكسر باب الشقة والدخول لإنقاذ جده المجنى عليه «سلامة.ي» (93 سنة)، إلا أنه لم ينجح فقرر طلب الإسعاف وإبلاغ رجال الشرطة بالواقعة، ظنًا منه أنه سينجح بذلك فى إبعاد الشبهة عنه، إلا أن رجال مباحث قسم شرطة الظاهر نجحوا فى كشف مخططه وقاموا بإلقاء القبض عليه وإحالته للنيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات .