يقع هذا المكان فوق هضبة شرم الشيخ.. وعلى الرغم من أننى اعتدت زيارة شرم الشيخ كثيراً لقضاء عطلة صيفية مع الأهل والأصدقاء، إلا أننا لم نكن ننزل شرم المدينة لنرى ما يوجد بها من أماكن وربما لم نغادر أبواب الفندق طيلة عطلتنا، فقط أقصى ما كنا نقوم بعمله هو الخروج للتمشية بجوار الفندق الذي نقيم فيه. هذه المرة كان الأمر مختلفاً، لأن الفندق الذي نقيم فيه يبعد عن كل المماشي والأماكن السياحية.. فقررنا يوماً أن نخرج لقضاء بعض الأوقات مع الأصدقاء في هذا المكان الكائن في حضن الهضبة بشرم. بداية، لابد أن أعترف أنه مكان رائع وجميل وربما يضاهي أفضل الأماكن في العالم بل وأحسن منها.. حيث من قام بتصميم وصاحب فكرة إنشاء هذا المكان يعد عبقرياً.. ولنتحدث عن المكان قليلاً دون ذكر اسمه.. لتصل إلى المكان في الأسفل، تأخذك سلالم غير مستوية خشبية تصل بك لمكان جلستك.. ثم تجلس على "قعدة" أقرب للعربي.. يحضر شاب يحمل جهاز "الأيباد" في يده ويقوم بتسجيل طلبات الأشخاص على الطاولة وإذا أراد أحدهم تغيير الطلب، يقول الشاب: "لا يمكن ذلك فقد قمت بضربه على الجهاز"، الأمر المستفز. لابد من وضع مليون خط تحت من يديرون هذا المكان.. فهم أقرب لمجموعة من المنتهزين .. الأمر يبدأ على النحو التالي، يقوم الشاب المسئول عن المكان الذي نجلس به، بشرح أنواع "الشيشة" للمدخنين ويقول أنها تبدأ من 50ج وتنتهي ب400ج.. أما عصير الليمون بالنعناع فسعره أقرب لمائة جنيه، والشاي البدوي قد يصل لخمسين جنيهاً.. ثم تأتي الفاتورة في آخر الجلسة برقم خيالي، حيث ينظر الجالسون لبعضهم باستغراب ويقومون بتقسيم المبلغ عليهم.. أما الأسعار للأجانب فهي طبعاً بالعملة مع كامل الاهتمام بالأجنبي على حساب السائح المصري، الذي هو من ينعش المكان حالياً في ظل غياب السياحة الوافدة. الموسيقى المستخدمة في المكان تفتقر للهوية، فلا هي شرقية، كما يتطلب المكان ولا هي غربية، أغاني لا تفهم أي نوع من الشعوب تخاطب. من قلبي: هذه الأماكن قد تكون خلَّابة، لكن من الواضح أنها لا تخضع لضبط أو ربط من الأجهزة السياحية، ولا يوجد عليها رقابة.. كما أنه للوصول إليها يتطلب الأمر السير في طرقات يملؤها الظلام والعتمة.. بالرغم من أنها قد تكون واجهة جميلة، خاصة أنها مقصد الكثير من السياح الأجانب. من كل قلبي: على هيئة تنشيط السياحة متابعة مثل هذه الأماكن بكل اهتمام ورقابة، فقد تكون مصدراً كبيراً لدخل السياحة المصرية، خاصة أن بها نسبة عالية من السياحة الأجنبية، حيث تعد مقصداً للسياح.. عمار يا شرم.. عمار يا مصر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن