* الشراكة الإفريقية الصينية نجحت فى تنسيق مواقف الدول النامية * الرئيس يحدد أولويات للاتحاد الإفريقى العام المقبل: توفير فرص العمل وتحديث البنية التحتية وتطوير الاقتصاد توج الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته الصين - اختتمها أمس وتوجه بعدها إلى أوزباكستان أمام زعماء قمة الصين إفريقيا، بإعلان «هدية» مصرية للعالم لتطوير حركة الملاحة الدولية وتعزيز حرية التجارة العالمية، كذلك إعلان أجندة وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى العام المقبل، وسبل تفعيل الشراكة الإفريقية- الصينية. وفى كلمات يمكن اعتبارها وثيقة رسمية عالمية، قال الرئيس السيسى- فى كلمته المهمة بالجلسة الختامية للقمة التى استضافتها العاصمة الصينية على مدى يومين- «تؤمن مصر بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق، وأجندة تنمية وتحديث إفريقيا 2063. وفى هذا الإطار، تقدم مصر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجستى واقتصادى، يسهم بفاعلية فى تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقا استثمارية رحبة فى مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والخدمات التجارية، ليكون محور قناة السويس رابطا تجاريا واقتصاديا وإنسانيا». وفى اعتقادى أن هذا التوجه الإستراتيجى المصرى من شأنه تحقيق هدفين شديدى الأهمية أولهما: دخول قناة السويس مرحلة جديدة تماما فى تاريخها، لتتحول من مجرى ملاحى عالمى إلى نقطة ارتكاز رئيسية للتجارة العالمية، بما يعنى تحولا جذريا فى المنطقة، بل والعالم، فى مجالات التجارة والاستثمارات والنقل البحرى. وثانيهما: أن قناة السويس بمنطقتها الاقتصادية الواعدة ستكون أحد العوامل الأساسية فى تنشيط حركة التجارة العالمية التى شهدت بعض التراجع خلال الفترة القليلة الماضية. وعلى الرغم من أن هذا الإنجاز هائل بكل المقاييس، وقد تعجز دول عديدة عن تحقيقه، خلال عقود من الزمن وليس سنوات قليلة كما فى الحالة المصرية، فإنه ليس سوى بند واحد فى أجندة الطموحات المصرية التى تتحقق على أرض الواقع حاليا. كما أنه نموذج واحد للمشروعات العملاقة التى تطرحها مصر على العالم، من أجل التعاون والاستفادة المشتركة. نقطة لافتة للغاية توقفت عندها فى كلمة الرئيس، هى أن مصر تؤمن بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، فمصر قدمت للعالم محور القناة، والصين قدمت مبادرة «الحزام والطريق» المعروفة إعلاميا بطريق الحرير، وهناك أيضا أجندة «تنمية وتحديث إفريقيا 2063»، فالقاهرة تؤمن بأهمية تنسيق مواقف الدول النامية على الصعيد الدولى. من هذا المنطلق، ركز الرئيس فى كلمته على نقطتين رئيسيتين: الأولى: أهمية الشراكة الإفريقية -الصينية التى نجحت ولا تزال، فى تنسيق مواقف الدول النامية على الصعيد الدولى فى العديد من الملفات المحورية. الثانية: تحديد أجندة وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى 2019، التى تتمثل فى تحقيق التنمية المستديمة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الإفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الإفريقية وتنويعها، حيث بات جليا أن التنمية والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض، والحمائية الاقتصادية والتجارية. ولعلى أستطيع القول هنا: إن زيارة الرئيس التى استغرقت أياما قليلة حققت ما لم تستطع الدبلوماسية والمفاوضات تحقيقه فى شهور وربما أكثر، تمثل ذلك فى: 1 اتفاقيات وعقود تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار. 2 مد جسور التعاون مع الصين قيادة ونخبة اقتصادية وسياسية0 3 تقديم المنطقة الاقتصادية للقناة إلى العالم. 4 مد جسور التواصل مع إفريقيا من خلال لقاءات قمة مع زعماء أفارقة. باختصار.. هى زيارة إستراتيجية استثنائية سيكون لها ما بعدها.. وسيتوقف التاريخ عندها كثيرا.